السعودية / نبأ – زرافات ووحدانا، يحج بعض الموالين والمنتفعين أو المضللين، لمبايعة وريث العرش الجديد.
يتقدم هؤلاء الناس لمصافحة الملك واعلان السمع والطاعة له في المنشط والمكره.
أما لأهل المناطق خارج الرياض، فقد عقدت مجالس بيعة يأخذها منهم أمير كل منطقة.
فيحرزون بذلك رضى ربهم، ويطمئنون لمستقبل وطنهم لأجيال وأجيال، فهم بايعوا الملك وولي عهده بل وحتى ولي ولي العهد.
ما يسمعه المشاهد ليس أخبارا عن أحوال الأولين قبل قرون غابرة من الزمن، بل هذا هو المشهد الذي لا تخجل قنوات النظام السعودي من بثه أمام العالم في القرن الواحد والعشرين.
هكذا حاول النظام السعودي على مدى مئة عام من الزمن أن يجذر دعائم تسلطه وتفرده بالحكم في بلاد الحرمين، مستعينا بسلطة دينية تشرع له كل ما يخدم استمراره مستفردا بالملك ومخدرا لعقول الشعب، ليبعد عنه أي محاولة اعتراض أو تفكير بالتغيير.
عمائم ومنابر وأقلام واظب بلاط آل سعود على توظيفها ليرسخوا في عقول الناس أن من لا يطيع ولي الأمر فهو خارج عن الملة، منطق يجعل الطاعة المطلقة للحاكم فرضا واجبا في أي حال، حيث تكون طاعة السلطان من طاعة الله.
ارادة الشعوب واختيارهم وشوراهم ليست خارج خانة البدع التي تهجى صباح مساء على ألسن علماء السلاطين وفي فتاويهم.
الخوف الذي يجتاح النظام السعودي من أي ظل يمت للحرية والديمقراطية بصلة، له ما يبرره كأي من زملائه في ديكتاتوريات العالم، لكن الأدهى حين يخرج بعض المثقفين والنخب داخل المملكة، ليضيفوا على مسرحية السوق الى البيعة، لمسة من التجميل، يصبح الأمر أقرب الى الطرافة حين يصف هؤلاء البيعة بأكثر النظم سلاسة وبساطة بل وحرية في اختيار الشعب من حول العالم.