لم يكن العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها في الضفة الغربية مفاجئاً. كان الاحتلال يتحضَّر لشن العملية العسكرية منذ بداية عام 2023، واضعاً بنك أهداف محدد.
حاول الاحتلال بداية، يوم 19 حزيران/يونيو 2023 تنفيذ مخططه لكنَّه اصطدم بمقاومة عنيفة داخل المخيم. ليس هذا فقط، بل فوجئ بتفجير إحدى آلياته العسكرية المتطورة تُسمّى “النمر” بعبوات ناسفة شديدة الفعالية، أصيب على إثرها 8 من جنوده.
وفي 26 من الشهر ذاته، أطلقت المقاومة في جنين صاروخين في اتجاه مستوطنة “رام أون” الإسرائيلية.
خوف الاحتلال من تصاعد تلك القدرات التي وضعته في وضع محرج، والتفاف الأهالي حول المقاومة، جعله يوسع بنك أهدافه ليشمل تدمير مختبرات تصنيع الأسلحة وتصفية ليس فقط القيادات بل جميع عناصر المقاومة.
ما حدَّد توقيت العملية التي فقدت عنصر المفاجئة بعد الحديث عنها في وسائل الإعلام الإسرائيلية، لم تكن تلك التهديدات الأمنية فقط بل إنَّ أسباباً سياسية داخلية، دفعت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى تسريع التوقيت.
جاءت العملية قبل ساعات قليلة من موعد تنظيم ما تُسمّى “المعارضة الإسرائيلية” تظاهرة، وسط دعوات لإغلاق “مطار بن غوريون” احتجاجاً على مضي حكومة الاحتلال في مخطط التعديلات القضائية. فأسكت نتنياهو المعارضين بالعدوان.
لكن إطالة أمد العملية أكثر من ذلك سيشعل كرة نار، لتتدحرج المواجهة ليس فقط في مناطق الضفة بل ربما إلى غزة.