حتى الشجر لم يسلم من إجرام النظام السعودي. جرف ولي العهد محمد بن سلمان غابة “وادي الليث” في مكة المكرمة وحوَّلها إلى صحراء قاحلة.
وأزال مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة في محافظة الليث أشجار “البرسوبس” في الغابة تحت مزاعم “فتح الطرق” وبحجة أنَّ هذا النوع من الأشجار يُعدُّ “قاتلاً لكل أنواع النباتات وجذورها تؤدي إلى جفاف الآبار”، أما ثمارها فـ “تصيب الماشية بالهزال ثم تنفق”.
ولكن ما حقيقة الأمر؟ يؤكد خبراء بيئيون أنَّ شجرة “البرسوبس” أو شجرة “الغاف الرمادي” كما هي معروفة في العديد من الدول تُعْتَبَر باختصار شجرة المستقبل في السعودية، خاصة بعد التغييرات المناخية والتي أدَّت إلى الموت الجماعي لشجر العرعر في مناطق الدرع العربي.
وتعدُّ “البرسوبس” من أقدم أنواع الاشجار وتتحمَّل البيئة الصحراوية والقاسية، ويؤشر وجودها إلى وجود المياه تحت الأرض ويمكن استخدامها كأعلاف تكافح التصَحُّر وتساهم في تحسين خصوبة التربة، وهي من النباتات المستخدمة في تثبيت الكثبان الرملية. ولأهميتها الثقافية أُعْلِنَت كشجرة وطنية في الإمارات.
إذاً ما هي الأسباب الحقيقة التي دفعت حكومة ابن سلمان إلى ارتكاب هذه الجريمة البيئية؟ ولماذا لم تُعلِن عن السبب الحقيقي وراء تجريف الغابة؟ فهل ذلك تمهيدٌ للأرض من أجل استثمارات جديدة للاستفادة من غنى الأرض بالمياه؟ القابل من الأيام كفيل بإعطاء الإجابة.