تستضيف مدينة جدة السعودية، يومي 5 و6 آب/أغسطس 2023، القمة الثانية بعد قمة تموز/يوليو من العام نفسه في كوبنهاغن، بهدف تسوية الوضع في أوكرانيا.
ويبدو أنّ ولي العهد محمد بن سلمان تقمّص شخصية راعي السلام لدرجة أنّه يسعى إلى تجسيدها على مسرح الحرب الأوكرانية. وتحاول الرياض من خلال هذه المسرحية أنْ تصوّر نفسها على أنّها العقل الدبلوماسي المدبّر، كأحدث محاولة لتجديد صورتها القاتمة في أعقاب جرائم ولي عهدها في داخل المملكة وخارجها، من جريمة القنصلية في إسطنبول إلى العدوان على اليمن، حيث رُفضت السعودية عالمياً باعتبارها منبوذة لانتهاكها حقوق الإنسان.
تدعم الولايات المتحدة القمة التي ستعقد من دون مشاركة روسيا، مع سعي أوكراني إلى حشد تأييد دولي لخطة سلام خلال المحادثات. لكنْ هناك علامات استفهام عالقة حول إمكانية مشاركة الصين فيها.
والواضح أنّ ابن سلمان يراعي من خلال القمة خاطر واشنطن في الهامش، لكنْ ما تريده من الأخيرة هو المتن، ما يطرح أسئلة عدة عمّا إذا كان ولي العهد مستعد للمضي في صفقة لنيل الغطاء الأمني الأمريكي مقابل توهين العلاقة مع الصين وروسيا تجارياً واقتصادياً خصوصاً في مجال الطاقة، إضافة إلى تطبيع العلاقة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.
يريد ابن سلمان الخروج من صورة المنبوذ إلى صورة صانع السلام، في محاولة سعودية بائسة نتيجة تاريخها الأسود والسجل السيء في مجال حقوق الإنسان.