خرجت السفارة السعودية في لبنان ببيانٍ يوم 4 آب/أغسطس 2023 تُحذّر مواطنيها من التواجد والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلّحة، مطالبةً مواطنيها بـ “سرعة مغادرة الأراضي اللبنانية”.
لم يكن هذا التحذير الأول من السفارة السعودية في لبنان لرعايها، فسبق لها أنْ وجّهت تحذيرات عدة لهم في سنوات سابقة وصولاً إلى منعهم من السفرِ إلى لبنان. ولكنْ ما الهدف اليوم من بيانها الأخير؟ هل تريد أنْ تنأى بنفسها عن ضلوع مقاتلين سعوديين ضمن مجموعة الإسلاميين في الحوادث الأخيرة في مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا في جنوب لبنان، بعدما دخلت في الماضي عناصر سعودية إلى مخيّم “نهر البارد” في شمال لبنان خلال عام 2007 للمشاركة، إلى جانب تنظيمِ “فتحِ الإسلام” الإرهابي في معارك ضد الجيش اللبناني؟
أم هل يدخل البيان في سياقِ الحصارِ الاقتصادي على لبنان الذي استفاد مؤخراً من ارتفاعِ أعداد السُّياح، فجاء الموقف السعودي لضرب كل ذلك؟ أم أنَّ السعودية تريد الضغط السياسي لتمريرِ الرؤى السعودية في ملف الفراغِ الرئاسي في البلاد؟
يبدو أنَّ السعودية ليست بعيدة عن الأجواء الإقليمية والدولية الملبَّدة، خاصة أنَّ قرارها بشأن سفر مغادرة رعاياها لبنان أتى مع تأجيل فتحِ سفارتها في طهران وتوقّف أعمال ترميم سفارتها في دمشق. فهل تساند كيان الاحتلال الإسرائيلي في التحضيرِ لعمل عسكري عدواني على لبنان؟
لعل الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذه الأسئلة وإظهارِ حقيقة ما يجري، إلّا أنَّ الأكيد أنَّ السعوديةَ تُعاني من إفلاسٍ حقيقي في الملف اللبناني ولم يعُد لبنان يسير على الهوى السعودي.