السعودية/ وكالات- غادر الرئيس الأميركي باراك أوباما العاصمة السعودية الرياض بعد مباحثات أجراها مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز حيث قدم له التعازي بوفاة أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز برفقة وفد كبير يضم عددا من المسؤولين السابقين والحاليين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وكشف مسؤول أميركي عن القضايا التي بحثها أوباما مع الملك السعودي بينها ملفا اليمن وإيران. وحسب المسؤول لم يعبّر الملك سلمان عن تحفظات بشأن المحادثات النووية، لكنّه شدد على ضرورة عدم السماح لطهران بإنتاج السلاح النووي.
وإضافة للملف النووي الإيراني، يتشارك البلدان القلق أيضا تجاه ما يجري في اليمن -الذي تجاوره السعودية جنوبا- حيث تسارعت التطورات مؤخرا باستقالة الحكومة والرئيس وسط تقدم لمسلحي جماعة الحوثي المتهمين بموالاة إيران، وحيث لتنظيم القاعدة فرع نشط يحاول ضرب مصالح كل من أميركا والسعودية.
وفي ما يتعلق بملف انخفاض أسعار النفط، أوضح المسؤول الأميركي أنّ الرسالة السعودية كانت الاستمرار والالتزام بدور المملكة التقليدي والمساعدة في توفير معروض كاف من النفط.
من جهته، قال نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بن رودس إن زيارة أوباما "تشكل فرصة للتشاور في بعض المسائل التي نعمل عليها مع السعوديين"، مشيرا بشكل خاص إلى الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية وملف اليمن والمفاوضات النووية مع إيران والعلاقات السعودية الأميركية عموما.
وأضاف في تصريحات صحفية أن "الملك سلمان أعطى إشارات واضحة عن الاستمرارية في المصالح السعودية وفي العلاقات السعودية الأميركية"، مؤكدا أن "السياسة السعودية ستظل مطابقة لما كانت عليه في عهد الملك عبد الله".
ووصل أوباما بعد ظهر الثلاثاء إلى الرياض لتقديم التعازي إلى الملك السعودي سلمان بوفاة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
وكان في استقبال الرئيس الأميركي الملك سلمان وعدد من كبار المسؤولين السعوديين في مقدمهم ولي العهد مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف الذي يشغل أيضا منصب وزير الداخلية، ليكون بذلك أرفع استقبال يحظى به أي من عشرات رؤساء الدول الذين زاروا المملكة في الأيام الأخيرة لتقديم العزاء.
ورافق أوباما في زيارته وفد من 29 شخصا بينهم منافسه الجمهوري السابق في انتخابات الرئاسة عام 2008 جون ماكين والعديد من الجمهوريين المخضرمين في الإدارات الأميركية السابقة بمن فيهم اثنان من وزراء الخارجية وهما جيمس بيكر وكوندوليزا رايس واثنان من مستشاري الأمن القومي وهما برنت سكروكرفت وستيفن هادلي.
وغادر أوباما الرياض باتجاه الولايات المتحدة في ختام الزيارة التي استغرقت أربع ساعات تقريبا وشددت خلالها السلطات في العاصمة السعودية التدابير الأمنية، علما أنه اختصر برنامجه المقرر في الهند وألغى زيارته لتاج محل ليزور السعودية.