بدأت الجرافات السعودية عمليات تجريف البيوت والبنايات والمحال المطلة على “شارع الثورة” في القطيف، صباح السبت 16 أيلول/سبتمبر 2023، بعد أسابيع من عمليات تجريف واسعة داخل “حي الشويكة” في القطيف أيضاً.
تعمل الجرافات في غياب إجراءات السلامة المعتمَدة عالمياً وهي إحاطة المبنى المُراد هدمه بسور مرتفع وتزويده بوسائل الإضاءة الكافية واللوحات التحذيرية اللازمة.
تقوم الآليات بالهدم بينما تسير السيارات وسط الأبنية المتساقطة ما يهدِّد بشكل مباشر حياة المارَّة، ويؤكد عدوانية وحقد السلطات اتجاه أبناء المنطقة وبعد ما يجري عن مزاعم التنمية.
ولـ “شارع الثورة” حكايات مع “انتفاضة الكرامة الثانية” في عام 2011، وللبيوت والأبينة المهدَّمة حكايات مع شهدائها، فهو محور ومنطلق ثورات عدة ضد الحكم السعودي من بينها “انتفاضة المحرم” في عام 1979 وصولًا إلى الانتفاضة الثانية في 2011، حيث كان يحتمي المتظاهرون العزل من نيران القوات العسكرية في المباني وما بينها.
وتشهد آثار الرصاص على المباني على وحشيّة وحقد آل سعود ضد أبناء المنطقة، التي ارتقى الشهداء عدة منها، بينهم: علي الفلفل، منيب العدنان، منير الميداني، علي قريريص، باسم القديحي، محمد آل زايد، مفيد العلوان، خليل آل مسلم.
هكذا هو المشهد اليوم: دمار في كل مكان، أكوام من الحجارة، بعثرة للعوائل، ومحاولة لتدمير الهوية القطيفية المتأصلة.