“إجا ليكحلها عماها”. هو مثل شعبي ينطبق على الإعلام السعودي الذي كشف عن لقطات جوية ليلية لمدينة جدة، زاعماً أنّ شوارعها اتّشحت باللون الأخضر احتفالاً بيوم آل سعود.
بدت المساحات المضاءة بالأخضر قليلة جداً في اللقطات مقارنة بالمساحات السوداء الداكنة والمظلمة، والتي توثّق جريمة الهدم والتهجير التي لحقت بالأهالي في جدة.
لماذا لم يعرض ذاك الإعلام مشاهد للمدينة نهاراً؟ لأنّ الحقيقة سيكون وقعها أقوى، حيث ستظهر ما اقترفته جرافات نظام محمد بن سلمان من تغيير للمعالم، وإزالة أحياء بمن فيها عن الخارطة بذريعة التطوير.
وما زاد الطين بلة، حديث بعض وسائل الاعلام بلسان الأُسَر والعوائل الجدّاوية بأنّهم “سعداء” بالمناسبة، بينما لا أساس لهذا من الصحة، لأنّه لو سُمِح للأهالي الذين يكابدون ويلات التهجير القسري أنْ يعبّروا عن رأيهم بحرية لقالوا كلاماً يُدمي القلب، خصوصاً أنّهم باتوا مشرّدين في وطن يحكمه ابن سلمان بالحديد والنار.