وصلت آليات التجريف السعودية إلى حييّ “القلعة” و”البحر” في “شارع الثورة” في القطيف، متوغّلة بذلك إلى عمق الأحياء السكنية الحديثة البعيدة قليلاً عن مسار التجريف المعلن.
مِن العوائل من أخلت منازلها ومنها من تعمل على إخلاء مصدر رزقها، والدمار في كل مكان.
يُعتبر “حي القلعة” أحد أبرز الآثار التاريخيّة في القطيف، فهو يحوي على قلعتها التي يعود تاريخها إلى عام 216 هجري، تمتاز بأزقة ضيقة منازل آخذة في القدم، وبيوتات بُنِيَت منذ أكثر من 400 سنة.
يفوح هنا عبق الذكريات، وهنا حكاية أجدادنا والآباء، هنا آلة الهدم السعودية قضت على المكان وكأنّها في سباق مع الزمن بهدف جعل المشهد خالياً من البشر والحجر، فالتاريخ والأصالة يؤرقان آل سعود المستجدّين على الجزيرة العربية.
واستهدف جور التجريف الحي التاريخي القديم الذي كان أولى ضحايا الآليات العدوانية السعودية التي لم تستثنِ المساجد ودور العبادة، جاعلة مسجدَيْ “المسألة” و”الوارش” أطلالاً بعد أنْ كانا يضجّان بتكبيرات التهليل لله عز وجل.