السعودية / نبأ – في مقال حمل عنوان جوهر التغيير المحتمل في السياسة الإقليمية السعودية، اشار الكاتب مصطفى اللباد في صحيفة السفير اللبنانية الى الصراع بين الجناح السديري وجناح الملك عبد الله. لافتاً الى ان هناك صراعا اخر يدور الان وهو ما زال مستتراً ويدور حول رؤية جناحي الحكم تجاه الأولويات والتحالفات الإقليمية.
الأولويات على المستوى الداخلي ستبقى على ما هي عليه، من حيث العمل على ضمان بقاء اسرة الى سعود في الحكم عبر الآليات التي استقرت عليها تجربة الملك المؤسس عبد العزيز.
أما على المستوى الدولي، فإن التحالف مع الولايات المتحدة مستمر، ولا يوجد اي اعتراض من اي من اجنحة الحكم المتصارعة على هذا.
الأولويات الجديدة قد تظهر على الساحة الإقليمية بحسب مقال اللباد الذي يقول بأن الجناح السديري ممثلاً في الملك سلمان وولي ولي عهده محمد بن نايف يرى بأن الخطر الأكبر على المملكة وحضورها الإقليمي يكمن في ايران، وهذا ما يعني أن مواجهة ما يفترضه السعوديون الخطر الايراني سيكون أولوية حتى على مكافحة الارهاب.
وهذا يقتضي حشد الكتلة السنية الأوسع في المنطقة لرفد السعودية في مواجهتها مع إيران ومحورها، وهو ما سيؤدي بطبيعة الحال الى تغيير خريطة التحالفات في المنطقة.
يعني هذا ضرورة التحالف مع تركيا وقطر، ما يعني بالتالي تلطيف الصراع مع جماعة الاخوان المسلمين، ليس من خلال اعادتها للحكم، بس من خلال إجراء مصالحة معها تدفعها للاندماج في النظم السياسية لبلدانها بغرض تحييدها كعائق أمام تمتين التحالف السني الأوسع بين السعودية وتركيا.
ويعتبر اللباد ان اولوية السعودية الجديدة لناحية مواجهة الخطر الايراني ستؤدي الى تصديع ما يسمى بمحور الاعتدال الذي كان يشمل النظام المصري، الاخير سيدفع وفقاً للأولوية السعودية الجديدة ثمناً كبيراً لضيق هامش مناورته الإقليمية، في ظل علاقة غير متكافئة مع الرياض.
وفي كل الأحوال فإن التحالف الذي تبحث عنه السعودية مع تركيا ضد ايران، سيبقى مقيداَ بسبب أن طهران كانت بدأت منذ سنوات مفاوضات نووية مع واشنطن التي تعتبر الغطاء الدولي لهذا التحالف السني الكبير يختم اللباد مقاله.