بدا الإرباك الإسرائيلي الشديد واضحاً منذ اللحظات الأولى لمعركة “طوفان الأقصى”، وتجلّى في أداء جنود الاحتلال في الميدان الذين لم يستفيقوا بعد من هول ما حدث في تاريخ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023.
فتارة يخوض جنود الاحتلال اشتباكات مع أنفسهم وتارة أخرى يطلقون النار في اتجاه بعضهم بعضاً مبرّرين ذلك بـ “الاشتباه في حدث أمني” هنا وهناك.
كان هذا الذهول، الذي تحوّل إلى حفلة جنون إسرائيلية، أكثر وضوحاً وأشد وطأة على الكيان ومستوطنيه على الحدود الشمالية مع لبنان، حيث أدّى إلى نزول أكثر من مليونَي مستوطن إلى الملاجئ من حيفا إلى جميع مستوطنات الشمال، نتيجة خبر أعلنته إذاعة جيش الاحتلال وأكده رئيس “مجلس الجليل الأعلى”، مفاده أنّ “20 طائرة شراعية تحمل مقاتلين من “حزب الله” اللبناني من الجنوب والجولان وصلوا إلى مستوطنة “أفيفيم” والمستوطنات الأخرى”، فانطلقت صافرات الإنذار وتوالت البيانات المتناقضة حول حصول اشتباكات وانفجارات، لينفي الاحتلال الاسرائيلي لاحقاً وبشكل رسمي صحة ما سلف.
وامتنعت الجهات الإسرائيلية الرسمية عن الإعلان عن العدد الدقيق للتقلى والجرحى الإسرائيليين، الذي يتغيّر ويتبدّل من تصريح إلى آخر ومن وسيلة إعلامية عبرية إلى أخرى، ما يؤكد وجود خلل فاضح في الأجهزة الإسرائيلية ما عاد الهروب من حقيقته مجدياً، بعد استنجاد كيان الاحتلال، الذي كان يدّعي قدرته على احتلال دول عربية بفرق موسيقية، بمساعدات أميركية غربية لانتشاله من مأزقه.