أطلق كيان الاحتلال الإسرائيلي حججاً كثيرة حول أسباب تأجيل الدخول البري إلى قطاع غزة، وتساؤلات أكثر حول حقيقة الدور الأميركي واحتمالات المشاركة المباشرة، علماً أنّ مسؤولين أميركيين حذّروا من خطر التورُّط في أي توغُّل بري.
في نظرة سريعة إلى أبرز التصريحات الأميركية والإسرائيلية، يبدو واضحاً في الدرجة الأولى أنّ الخلافات بين القيادة العسكرية والسياسية داخل الكيان تُرجِئ أي خطوة فعلية في اتجاه الدخول البري، عدا عن حجم الخسائر المادية والبشرية التي تكبّدها جيش الاحتلال خلال عملية “طوفان الأقصى”، والتي ستتضعاف مرات إذا ما توغّل داخل القطاع، ناهيك عن حالة التمرُّد الواسعة داخل صفوف الجنود برغم كل التعزيزات على تخوم قطاع غزة.
تبدو مخاوف توسع الحرب ودخول جبهات أخرى في المعادلة حقيقية وجادّة على الأقل بالنسبة إلى واشنطن التي تريد حرب استنزاف وليس جبهة قتال واسعة.
ويقول المستشار السابق في وزارة الحرب الأميركية، دوغلاس ماكغريغور، إنّ “القوات الخاصة الأميركية أصبحت اشلاء عند محاولتها اقتحام غزة”، مشيراً إلى أنّ “القوات ذهبت إلى غزة للاستطلاع وتحديد السبل الممكنة لتحرير الرهائن لكنّها تحولت إلى أشلاء”.
في الخلاصة، يبدو أنّ حاجة كيان الاحتلال لتحقيق نصر ولو شكلي أمام جمهوره يدفعه لخوض معركة برية محدودة على شكل مناورة، يعلم مسبقاً حجم خسائره الفادحة خلالها، ولن يكون في وسع أميركاً سوى تقديم المشورة العسكرية، والعمل على إنجاح مفاوضات يُطلق من خلالها سراح الأسرى داخل القطاع.