ما زال صوته مدوّياً برغم استشهاده. تفتقد غزة اليومذاك الصوت القطيفي الهادر غزة. كيف لا تفتقده وفلسطين كانت البوصلة له، حيث ثابر الشيخ الشهيد نمر باقر النمر على إحياء القضية الفلسطينية في زمن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من قيام سلطات آل سعود بتكميم الأفواه المنادية بتحرير القدس من دنس المحتل.
كأنّه بيننا اليوم ويسمع موقف السعودية والامارات والبحرين، وهو الذي قال في إحدى خطبه: تكون المقاومة الإسلامية التي تدافع عن كرامتها إرهابية، أمّا الكيان الإسرائيلي المغتصب للأرض دولة سيادة. هذا منطق الجبناء، مَنْ يدافع عن الجلاد ويدين الضحية هذا جبان.
ولا ننسى حين قال: نحن نقف مع المستضعفين في الأرض في كل مكان، ندافع عنهم، لا ندافع عن الظالم، لا ندافع عن الطاغي، ولا ترهبنا القوة.
استُشهد الشيخ النمر وفلسطين في وجدانه، وما زالت كذلك في نبضات تلك الحناجر الزاكية أمثال آية الله الشيخ حسين الراضي، ابن الرميلة في الأحساء، الذي يدافع مِنْ محبسه عن حركات التحرُّر والمقاومة بكل فكره وعلمه، وحمَل القضيةَ الفلسطينية في قلبِه ومشاعره مِنْ أوائل حياته ودافع عنها وما زال ولم يبدِّل تبديلاً.