لطالما ادّعت السعودية على مدار السنوات الماضية اهتمامها بالقضية الفلسطينية، حتى أنّها وضعت استعداداتها لإعلان التطبيع الرسمي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي في إطار “حماية حقوق الفلسطينيين”.
وما إنْ بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حتى انكفأت السعودية، ولو جزئياً، وغاب أي دور لها في العمل على وقف العدوان.
لم نكن نجد هذا التخاذل السعودي في ملفات أخرى، إنْ كانت إقليمية او دولية، ما دام لها مصلحة مباشرة. ففي السودان، برزت السعودية كلاعب أساسي في محاولة إنهاء الاقتتال الداخلي، بغض النظر عن دورها الداعم لطرف على حساب آخر، والصراع مع الإمارات على النفوذ في ذلك البلد، حيث استضافت مدينة جدة مباحثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات “الدعم السريع”، كما سارعت إلى إجلاء الأجانب من مختلف الدول العالقين في مناطق الصراع.
وفي الأزمة الروسية – الأوكرانية، توسّط ولي العهد محمد بن سلمان لإفراج موسكو عن 10 محتجزين في إطار عملية تبادل أسرى بين الطرفين.
تلتزمُ الدولة التي تدّعي أنها قِبلة المسلمين، وتؤكّد التزامها بالقضية الفلسطينية، الصمت أمام هول المشهد الإنساني في غزة، من دون لعب أي دور ضاغط لوقف الإبادة الجماعية.