يُقال إنّ “المال سيّئ لكنّه خادم ممتاز”، وهذا هو الحال مع السعودية، الرقم الصعب في المجتمع الدولي، الذي يشهد صندوق استثماراته العامّة استثمارات كثيفة في الرياضات الكُبرى منذ عام 2018، ما أكّد أنّها محاولات للتغطية على السجلّ المُروّع في مجال حقوق الإنسان.
تزامناً مع المجازر المحيطة بأهالي غزة وربطاً بالتجاوزات الحقوقية والإنسانية، ومع اندثار الكثير مِن المبادئ والقِيَم لدى أركان النظام في السعودية، إلّا أنّ البعض بقي ثابتاً عليها، إذ رفضت العديد من الشخصيات والعلامات التجارية الرياضية التعامل مع السعودية لأسباب أخلاقية وإنسانية.
ورفض المدرّب البرتغالي المعروف، جوزيه مورينو، عرضاً ضخماً لتدريب فريق “الهلال” السعودي، ومِثله فعل الإسباني ألفارو موراتا الذي فضّل البقاء في فريق “أتلتيكو مدريد” بعيداً عن الملاعب السعودية.
وأشارت تقارير إلى أنّ مَن هرول سريعاً إلى الملاعب السعودية، سواء ليكون لاعباً في أروقتها أو مدرّباً ومشرفاً في مقاعدها، رأى أنّ التقديمات المالية التي تُصرَف من “صندوق الاستثمارات العامّة” ليست “مجرّد أموال سعودية” بل إنّها تأتي مع الكثير مِنَ “الأمتعة”، ما يكفي للتشكيك في مدى أخلاقيتها وشرعيتها.
وقدّمت منظمة “العفو الدولية” شكاوى واحتجاجات عدّة حول تلك الاستثمارات، فيما وصفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية صفقات الاستحواذ بأنّها “غسيل رياضي يطمس الأبيض والأسود”.