لماذا تشكّل الضفة الغربية تهديداً لكيان الاحتلال الإسرائيلي؟ ولماذا يخاف الاحتلال من التحرُّك الفلسطيني فيها؟
تفتح هذه الأسئلة الباب على إجابات عدة أهمها أنّ الضفة الغربية، رغم الحصار الإسرائيلي وتقطيع مناطقها، كانت وما زالت تشكّل جبهة حساسة قابلة للانفجار في أية لحظة.
وتحتلّ الضفة موقعاً خاصاً في العقل الاستراتيجي الإسرائيلي بسبب مساحتها وموقعها الجغرافي الذي يتاخم كيان الاحتلال في فلسطين المحتلة عام 1948، في الشمال والوسط والجنوب، وهو ما جعلها تشغل رأس أولويات القيادتَين السياسية والأمنية للاحتلال وتحسب لها ألف حساب.
وكان مدير مركز أبحاث ما يُسمّى “الأمن القومي الاسرائيلي” رئيس ركن الاستخبارات سابقاً لدى الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال تامير هايمن، قد أشار، قبل عملية “طوفان الاقصى” بأشهر، إلى العمليات المتصاعدة في الضفة الغربية، معتبراً بأنّها “تمثّل تحدياً تكتيكياً خطيراً على “إسرائيل”، وهذا يكشف عن حذر الاحتلال الدائم من غليان الضفة، خصوصاً في ظل العدوان على غزة.
بينما يواصل الاحتلال عدوانه على غزة، تشهد الضفة اقتحامات واعتقالات يتصدّى لها الشباب الفلسطينيون، ما يؤدّي إلى ارتقاء المزيد من الشهداء وارتفاع أعداد الجرحى، وهذا ما يربك الاحتلال ويجعله غير قادر على اجتثاث روح المقاومة المترسّخة لدى أهالي الضفة.