السعودية / نبأ – مركز الصمت، هكذا وصف المستشار النمساوي فيرنر فايمان مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان، هجوم ليس الأول من نوعه إلا أنه الأعنف والأكثر وضوحا.
فايمان أشار إلى أن المركز آثر الصمت في وقت كان يجب فيه التكلم بصراحة وعلانية عن حقوق الإنسان، مضيفا أنه لا يستحق تسمية مركز حوار.
وأضاف المستشار النمساوي أنه إذا ما أراد المركز البقاء كمركز إقتصادي مع ورقة دينية تغطي سوءته، فحينئذ يجب ألا تكون النمسا شريكا فيه، مؤكدا أن بلاده لن تسمح بأن يتم تهديدها او ابتزازها.
وأعرب فايمان عن غضبه من رفض مركز عبد الله إدانة جلد الناشط السعودي رائف بدوي.
هجوم المستشار النمساوي على المركز وازاه هجوم مماثل في الصحافة النمساوية، صحيفة داي قالت إن السعودية تمارس وحشية منهجية لا نظير لها في العالم، وتساءلت ما إذا كان وزير الخارجية النمساوي يريد حقاً ان يعطي هكذا دولة الفرصة لكي تمارس الدعاية لوحشيتها عبر مركز حوار مزعوم في فيينا.
صحيفة داي برس تساءلت بدورها ما إذا كانت الحكومة النمساوية لا تعلم أن الوهابية دين السعودية الرسمي من اشرس الأعداء للأديان؟ وأضافت: إذا كانت السعودية غير قادرة على قبول أو إجراء حوار صحيح مع المكونات الدينية داخل المملكة فكيف لها ان تنجح مع الأديان الأخرى وهي تتمسك بمذهب لا شغل له سوى التكفير والعنف.
هذا الهجوم غير المسبوق على مركز عبد الله يقابله تريث من قبل الخارجية النمساوية، الوزير سباستيان كورتز حذر من أن الرياض قد تقوم بمعاقبة فيينا عبر نقل اجتماعات منظمة أوبك إلى عاصمة أخرى.
معاقبة ترى الوزراة أن تفاديها يقتضي إصلاح وضع المركز بدلا من إغلاقه، إجبار وزيرة العدل السابقة كلاوديان اورتنر على الإستقالة من المركز السعودي الذي عملت فيه كنائبة للمدير نموذج من تلك الخطوات الإصلاحية.
النموذج السعودي للحوار بين الأديان يستهدف الدعاية بالدرجة الأولى، حقيقة أكدتها الخارجية النمساوية في تقريرها المقدم في السابع والعشرين من يناير الماضي، تماما كما أكدتها منظمات حقوقية دولية اتهمت السعودية بالسعي في تبرئة نفسها من تمويل الإرهاب عن طريق مشاريع الحوار.