تُواصل السُلطات السعودية مسلسل الخروج عن مسار التجريف المعلَن لتتوغّل في أعماق الأحياء العتيقة والحديثة على حدٍّ سواء، مُهَجّرةً أكبر عدد من أهالي القطيف، حيث وصلت جرافاتها إلى “حي باب الشمال”، أحد أحياء “شارع الثورة”، مُهَجّرة أهله ومُقتلِعة إيّاهم مِن أرضهم، تحت مُسَمّى “التطوير وأنسَنة المدُن”، وبذريعة “تَوسعة الطرُق”.
تُظْهِر مشاهد أكوام من الحجارة في فوضى عارمة على وقْع الجرّافات التي تهدّد المنطقة كلّها بمشروعات خلاصتها اقتلاع جميع القطيفيين وتهجيرهم، بالتدريج وعلى مراحل.
يبيّن مقطع مصور من قلب “حي باب الشمال” وصول آليات الهدم إلى المساجد رغم أنّها أوقاف شرعية ويحظر الاقتراب منها أو الاعتداء عليها، إلّا أنّ السلطات لم تأبه بحرمتها واستهدفتها.
وهنا، يتجلّى رهان سعودي على توجُّه الأجيال المُقبلة، كأنْ تذوب في محيط جديد قوامه مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان الساعي إلى استهداف المنطقة بتاريخها وعراقتها وثقافتها.