المملكةُ أكثر أماناً في العالم. والتّوقيع لمحمّد بن نايف.
المملكةُ التي أُخترقت حدودُها في اتّجاه اليمن والعراق؛ وتوجّهت إليها جحافلُ الموتِِ في أكثرِ من اتّجاه، هي أكثرُ أماناً في نظر رئيس اللجنة الأمنيّة والسّياسيّة في البلادِ، وكأنّ الرّجل المعروفِ بأنّه صاحب السّجل الأكثر سواداً في اعتقال النشطاء؛ له حساباتٌ أخرى في قياسِ الأمنِ وجسّه.. حساباتٌ لا تأخذ في الحُسبان أعدادَ الإعدامات المطّردة في العهد الجديدِ، ولا السّجونُ التي تعجّ بآلافِ المعتقلين، ولا المحاكم التي يروح ويغدو فيها المتّهمون كلّ يوم، ومن كلّّ القضايا والاتّهامات.
محمّد بن نايف يريدُ أن يُقنعَ بعضاً من الذين لا يعرفون حقيقة ما يجري؛ بأنّ إفراجاتٍ محدودةً عن سجناء رأيٍ؛ يمكن أن تُحوِّل المملكة إلى واحةٍ للأمنِ والأمان، أو أنّ هذه الإفراجات يمكن أن تنطلي على النّاس كرامةً للسّجادِ الأحمر الذي سارَ عليه وليّ العهد البريطانيّ الذي ختمَ زيارته بعد إتمامِ اتّفاقاتٍ تجاريّة مختلفة، والاستجمام بين الآثار التّاريخيّة التي تُحرِّم المؤسّسة الدّينيّة تمجيدها والاحتفاء الرّمزي بها.
إنّها مفارقة صغيرةٌ تحكي جانباً آخر من فوضى الهويّة، وهويّة الفوضى التي تحكم سودوكو الخلافة في العهدِ الجديد.