لا تكف الولايات المتحدة الأميركية عن حياكة المؤامرات ومحاولة الاستفادة من أي توتر أمني في أي بقعة كانت.
الْتفَّت على الحصار الذي يفرضه اليمنيون على كيان الاحتلال الإسرائيلي، وحرَّضت المجتمع الدولي على اليمن من خلال تدويل أزمة البحر الأحمر، مصوِّرة العبور من مضيق باب المندب في اتجاه قناة السويس بأنّه يشكِّل خطراً على شركات الشحن العالمية.
حشدت دولاً غربية لمواجهة التهديد المزعوم مشكِّلة تحالفاً بحرياً قالت إنّه لـ “حماية الملاحة”، لتتكشَّف بعدها المصلحة الأميركية المباشرة، المتمثلة بالنقاط التالية:
أولاً، ضرب شحن البضائع الأوروبية، وحرمان العديد من الدول من عائداتها، ما يعزّز من دور صادرات الطاقة والتي أصبحت الولايات المتحدة المنتج الأول لها في عام 2023.
ثانياً، ستكون قِناعاً لها للسيطرة على البحر الأحمر لمواجهة الصين التي تمتلك قاعدة بحرية في جيبوتي من جهة، وعرقلة خطط روسيا لإنشاء قواعد غواصات لها في السودان، عدا عن محاولة ضرب العلاقات الروسية – الصينية مع إريتريا التي تحتل موقعا استراتيجياً على البحر الأحمر.
فهل تنجح واشنطن في إضفاء غطاء دولي على “التحالف البحري” لا سيّما بعد استدعائها مجموعة العمل الرباعية، المعنية بمكافحة الإرهاب لاجتماع طارئ، لمواجهة ما وصفته بـ “الإرهاب” الجديد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ؟