مقدمة المسائية| منْ يزرعُ الشّوكَ والتطرف، هو ذاته من يُمارس القمع ويزجّ الأحرار في المعتقلات

لا يجوز الحدوث في السّياسةِ، هو إعلانٌ جديدٌ من مفتي المملكةِ الذي لم يتوقّف منذ مدّةٍ عن الإطلالِ ببيانِ البيّنات، وتوضيح أوضحِ الواضحات. سماحةُ المفتيّ لن يتردّدَ في إخراس الأصواتِ التي تُذكّره بأن المملكة هي نظامٌ سياسيّ يقوده أمراء، وبينهم صراعٌ يكادُ العرشُ يهتزّ من وقْع الجلاجلِ التي يصدرها. لن يسمح سماحة المفتيّ للانتقاداتِ التي توجَّه إلى مؤسّسة الإفتاءِ، والقوْل بأنّها ترعى سياسيين تسبحُ أصابعهم بالظّلمِ، وعلى رقابهم ألفُ حسابٍ وحسابٍ للضّحايا والمظلومين والفقراء.
كلّ ما سيقوله سماحة المفتيّ هو أنّ تويتر حرامٌ، والسّعوديّة التي يملك أمراؤها حصّةً من شركة تويتر هي الدّولةُ الوحيدة التي تطبّق الشّريعة. ولكن.. لا غرابة في كلام سماحة المفتيّ، فالعرشُ والفتوى وجهان لنظامٍ واحد، ومنْ يزرعُ الشّوكَ والتطرف، هو ذاته من يُمارس القمع ويزجّ الأحرار في المعتقلات.. واجتماع التحالف الذي يُعقد غداً في الرّياض لتقييم الحرب ضدّ داعش؛ عليه أن يضع هذه العملة، بوجهيها، على أوّل بنود المناقشات، إنْ أراد أن يصل إلى نتيجةٍ صالحةٍ ونافعةٍ من التقييم والمراجعة.