لقد أصبح قطاع غزة شوكة صلبة في حلق جيش الإحتلال الإسرائيلي، لا يستطيع أنْ يبتلعها أو أنْ يتخلّص من الألم المتواصل الذي تتسبّب به.
في ظل العدوان المتواصل منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2024، بقيت الكلمة للمقاومة الفلسطينية في الميدان. ومنذ اليوم الأول للعدوان أعلن الاحتلال عن جملة أهداف منها توجيه ضربة قاسية للمقاومة الفلسطينية، ووقف إطلاق الصواريخ، وضرب شبكة الأنفاق، واستعادة الهدوء للمستوطنين في الأراضي المحتلة.
إلّا أنّها وبعد مرور قرابة 5 اشهر ما زالت محرومة من الإعلان عن تحقيق تلك الأهداف المعلنة، على الرغم من نجاحها بتحقيق هدف آخر تمثّل بارتكاب مجازر بشرية بحق المدنيين الفلسطينيين.
أظهرت المقاومة مفاجآت عديدة خلال الحرب المتواصلة، منها إمكانياتها العسكرية الدقيقة وقدرة قادتها على التخفّي، بالإضافة إلى قوة المقاوم الفلسطيني التي تعدل أضعاف قوة الجندي أو الضابط الإسرائيلي، الأول يتحلّى بالايمان والإنتماء الحقيقي لفلسطين، بينما الأخير لا انتماء له إلى لأرض ولا عقيدة قتالية.
حقّقت المقاومة ضربات مركّزة منها مواجهات على مسافة صفر، إضافة إلى استهدافها دبابات وطائرات مُسيَّرة من دون أن ننسى قنصها للجنود.
وباعتراف جيش الاحتلال، تُعدُّ حرب غزة من أقسى الحروب التي خاضها، إذ أنّ أعداد الإصابات والقتلى في صفوفه هي الأعلى منذ عقود.