السعودية / نبأ – ذكرت صحيفة “الرأي اليوم” زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي وصفتها بالمفاجئة والخاطفة، كاشفة عبر إجراءها عدة إتصالات مع مسؤولين سياسيين فلسطينيين إحتمالات أسباب الزيارة السريعة في ظل غياب كبار مساعديه.
وقالت الصحيفة أنّ “أبو مازن” حظي خلالها باستقبال منقطع النظير، فالملك الجديد سلمان بن عبد العزيز كان على رأس مستقبليه، هو وولي عهده وعدد كبير من أمراء المملكة وكبار المسؤولين، قبل أن يغادر أبو مازن المملكة، دون الكشف عن سبب الزيارة المفاجئ.
وحصلت “الرأي اليوم” على إجابات من عدة اتصالات مع مسؤولين سياسيين فلسطينيين لمعرفة سر الزيارة التي لم يعلن عنها من قبل.
وأشارت الصحيفة إلى غياب المسؤولين السياسيين الفلسطينيين الكبار الذين اعتادوا على مرافقة الرئيس في زياراته الخارجية، وأبرزهم الدكتور صائب عريقات المسؤول عن ملف المفاوضات، وكذلك اللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة، والدكتور رياض المالكي وزير الخارجية، لافتة إلى أن عباس لم يرافقه سوى اثنان من طاقم المهمات الخارجية، وهما الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي مجدي الخالدي، ورافقه من المملكة حيث كان في مهمة عمل مستشاره محمود الهباش، وسفير السلطة الفلسطينية بسام الأغا.
ويؤكد أحد السياسيين للصحيفة أنّ سبب عدم مرافقة باقي المسؤولين لأبو مازن في هذه الزيارة جاء لارتباطهم بمواعيد أخرى، إذ أن الزيارة رتبت على عجالة، ودعي الرئيس لزيارة السعودية من قبل الملك، لمناقشة عدة ملفات سياسية هامة، أبرزها أزمة الرواتب والحصار المالي الإسرائيلي والملف السياسي بشكل عام.
“رأي اليوم” تأكدت أن السعودية عملت على ترتيب الزيارة بناء على عدة اتصالات ومطالبات من دول كبيرة ووازنة، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بهدف وقف أي مخططات فلسطينية في المرحلة الحالية، ينوي الرئيس اتخاذها ردا على وقف إسرائيل تحويل عوائد الضرائب منذ أشهر.
وذكرت الصحيفة أنّ واشنطن عبرت قبل أيام بشكل رسمي عن قلقها من انهيار السلطة جراء استمرار احتجاز الضرائب من قبل إسرائيل عن خزينة السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أنّ المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أعلنت بشكل رسمي أن السلطة ستكون معرضة للسقوط، إن لم تحصل على الأموال اللازمة، وأكدت أن بلادها أجرت محادثات عاجلة مع زعماء دول الشرق الأوسط ودول العالم، التي تنادي بتحقيق السلام من أجل محاولة إمداد الحكومة الفلسطينية بمزيد من الأموال من أجل استعادة قدرتها على البقاء في السلطة.
ورأت الصحيفة أنّ زيارة أبو مازن للسعودية كانت بتدخل أمريكي، خاصة مع توفر معلومات لواشنطن ودول عربية أخرى تفيد أن الرئيس الفلسطيني من المحتمل أن يتخذ قرارات جديدة، أهمها وقف التنسيق الامني مع إسرائيل الشهر المقبل كما يتردد بشكل كبير.
ما علمته “رأي اليوم” أيضا يفيد أن واشنطن تسعى من خلال حلفائها في المنطقة إلى إقناع أبو مازن بتأجيل أي من الخطوات التي يريد تنفيذها ضد اسرائيل.
لذلك فقد ركز لقاء الملك السعودي، بحسب الصحيفة، على بحث جملة الملفات السياسية السابقة، بالتأكيد أولا على الدعم السعودي السياسي والمالي للسلطة الفلسطينية، مظهرا ذلك من خلال اهتمامه بالرئيس عباس في أول زيارة رسمية للرجل للمملكة بعد تقلد الملك سلمان الحكم، من خلال الاستقبال الرسمي في المطار، قبل التوجه إلى القصر لعقد اللقاء الرسمي.
وذكرت الصحيفة معلومات أكدها ساسة فلسطينيون من مقر السلطة الفلسطينية بمدينة رام الله تشير إلى أن الملك سلمان نصح الرئيس بتأجيل اتخاذ أي خطوات ضد اسرائيل في هذه المرحلة، والاكتفاء بالقرار السابق في هذه المرحلة، وهو طلب عضوية المحكمة الجنائية الدولية.
من جهة اخرى روت بعض مصادر عباس لـ”الرأي اليوم” ان الحكومة السعودية سعت اثناء الزيارة الى توضيح موقفها من الاخوان المسلمين والذي يخشى عباس من اعادة الاعتبار له سعوديا وبالتالي اعادة العلاقة مع حركة المقاومة الاسلامية حماس وقالت تلك المصادر ان سلمان وطاقمه طمأنوا ابو مازن ان اي علاقة مع حماس لن تعاد الى الصورة الطبيعية مالم تتخذ الحركة خطوات تطلبها السعودية وكانت الحركة ترفضها سابقا ومن ضمنها فك العلاقة مع ايران والاعتراف بالقرارات الدولية والمبادرة السعودية حول القضية الفلسطينية.