السعودية / نبأ – كشف موقع "ذا ناشونال إنترست" الأمريكي، عن 4 تهديدات إيرانية ترهب السعودية وتؤرق مضاجع حكام المملكة والتي تتمثل في الترسانة الصاروخية الإيرانية التي يصل مداها جميع أنحاء المملكة وكذلك القدرات التي تمتلكها إيران في مجال الحرب السيبرية والجماعات التي تعمل بالوكالة لصالح إيران في المنطقة وكذلك القدرات البحرية التي تمتلكها إيران.
وأشار تقرير أعده "أليكس فاتانكا" الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط بواشنطن إلى أن التهديدات الإيرانية تأتي في وقت تواجه فيه المنطقة تهديدات غير مسبوقة من المتوقع أن تستمر مستقبلا.
وتحدث عن أن الاضطرابات أخذت طابعا طائفيا وسط مناورات من قبل المتنافستين الإقليميتين السعودية وإيران في اليمن والبحرين وسوريا ولبنان، مشيرا إلى أنه من المرجح استمرار الرياض وطهران في إشعالهما للمنطقة.
واعتبر أن السعودية وإيران بينهما منافسة إقليمية منذ حكم الشاه محمد رضا بهلوي، إلا أن تأسيس الجمهورية الإسلامية في 1979م فاقم من التوترات وصعد من الخلافات الطائفية بين البلدين، بحسب الكاتب، معتبراً أنّ طهران مشغولة في سعيها لتصدير أيديولوجيتها الثورية بينما تقوم السعودية بزيادة تمويلها للحركات السنية الراديكالية المعادية للشيعة من شبه القارة الهندية إلى الشام.
وتحدث فاتانكا عن أنه عندما أطاحت أمريكا بحكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مما مهد الطريق للشيعة للسيطرة على السلطة السياسية في بغداد، شعرت السعودية بالسخط والتزمت بشكل متزايد بوقف إيران وحلفائها الشيعة بالمنطقة، مما فتح فصلا جديدا في الصراع على النفوذ امتد حاليا إلى اليمن.
وتناول التقرير 4 قدرات تمتلكها إيران لابد من الأخذ بهم في الاعتبار:
القوة الصاروخية
وأشار الكاتب إلى تصريحات وزير الدفاع الإيراني في ديسمبر الماضي بشأن وصول القوة الصاروخية الإيرانية إلى المرتبة الرابعة بعد أمريكا وروسيا والصين معتبراً أنّها مبالغ فيها بشكل كبير، إلا أن الحقيقة المعترف بها، كما يشير، أن إيران تمتلك كميات هائلة من الصواريخ الهجومية.
وأضاف أن إيران عملت منذ الحرب مع العراق في 1980م إلى تعزيز قدراتها الصاروخية لتعويض العجز في القوة الجوية والأسلحة الإستراتيجية بعدما وجدت نفسها غير قادرة على شراء قطع غيار لأسلحتها الأمريكية التي اشترتها في عهد الشاه.
وتحدث عن أن كامل السعودية الآن في مرمي نيران الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى والتي يصل مداها من 2000 إلى 2500 كيلومتر.
الحرب السيبرية
إعتبر التقرير إلى أن السعودية يقال أنها أصبحت أول ضحية لهجوم سيبري إيراني، ففي أغسطس 2012م تعرضت شركة "أرامكو" السعودية لهجوم سيبري ضخم تسبب في تدمير عدد كبير من أجهزة الحاسب التابعة للشركة، وذلك كانتقام من قبل إيران لهجوم مماثل تعرضت له صناعة النفط الإيرانية على يد أمريكا أو إسرائيل.
وذكر أن السعودية بدت هدفا مناسبا للهجمات الانتقامية الإيرانية (على حد تعبيره)، حيث تمكنت إيران خلال العقد الماضي من تطوير إمكانياتها الهجومية عبر الإنترنت بشكل سريع مما منح الموالين للنظام الإيراني سلاحا جديدا، وهو ما اتضح في مارس 2012م عندما أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية مرسوما بتشكيل المجلس الأعلى للفضاء السيبري.
وكلاء إيران
وتحدث التقرير عن أن حزب الله اللبناني هو أهم حلفاء إيران في المنطقة حيث تستخدم إيران الحزب خارج حدود لبنان وذلك يعود إلى كونه حزب عربي مما مكن إيران من الوصول عبره إلى العالم العربي في أماكن لم يكن بمقدور طهران وحدها الوصول إليها.
واعتبر الكاتب في مقاله أن وكيل إيران الثاني الأهم بعد حزب الله هي حركة المقاومة الإسلامية حماس التي أثبتت أنها أقل ولاءا لإيران من حزب الله وهو ما ظهر من موقفها تجاه الحرب الأهلية في سوريا.
وزعم الكاتب أن إيران تعتمد على حزب الله وخاصة قناة المنار لتوجيه الرسائل الإستراتيجية ضد السعودية لما للحزب وزعيمه حسن نصر الله من تأثير على المواطن العربي العادي.
القوة البحرية
وأبرز التقرير تهديد إيران منذ زمن بإغلاق مضيق هرمز الذي تعبر عبره معظم شحنات النفط، مشيرا إلى أن إيران من الؤكد أنها ستعاني مثل باقي دول الخليج إذا أقدمت على إغلاق المضيق نتيجة اعتمادها بشكل كبير على عائدات النفط.
وتحدث عن أن إيران ستمتلك الدافع والقدرة الكبيرة عند تصاعد التوتر على عرقلة وربما إغلاق المضيق بشكل كامل أمام الملاحة.
وذكر أن إيران تمتلك صواريخ وإمكانيات متعددة تمكنها من عرقلة الملاحة في المضيق والتي تشمل صواريخ "خليج فارس" وألغام بحرية وغواصات وقوارب توربيدو صغيرة.
وتحدث عن أن الحرس الثوري الإيراني يمتلك وحدة بحرية أنشئت في 1985م وباتت في 2007م مسؤولة عن العمليات في الخليج العربي بينما أصبحت البحرية الإيرانية النظامية مسؤولة عن المناطق البحرية خارج نطاق مضيق هرمز.
وذكر أنه على مدى عقود استهدف الإيرانيون والسعوديون بعضهم البعض لكن من خلال وكلاء مما تسبب في دمار في أجزاء كثيرة بالشرق الأوسط، والمواجهة المباشرة بين البلدين لن تكون أقل تدميرا من الحرب بين وكلائهما.