يمثّل اعتماد عام 1727 تاريخاً لتأسيس الدولة السعودية تحريفاً للتاريخ الحقيقي، أي 1744، وهو العام الذي هرب فيه محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية، وتحالف مع المتزعِّم القبلي محمد بن سعود في إطار ما سُمّي بـ “ميثاق الدرعية”.
حينها، اتفق الرجلان على الحرب في الجزيرة العربية تحت راية ابن سعود، بذريعة “تصحيح عقيدة الناس”، وبدأت إمارة الدرعية بالحرب والمجازر ضد القبائل آنذاك.
اختار النظام السعودي يوماً لا صلة له بالواقع التاريخي ولا بسيرة الأغلبية الساحقة من سكان المنطقة آنذاك، بل هو يعيد التذكّير بما اقترفه أسلاف آل سعود من جرائم قتل ومجازر بحق الأهالي والسكان المدنيين في أرجاء هذا البلد.
وفي السياق نفسه، أكد “لقاء” المعارضة في الجزيرة العربية، في بيان، أنّ “التغنّي بالسيف كشعار لتأسيس الدولة والتلويح به لتخويف القاطنين فيها لدليل على أنّها لم تقم على تعاقد اجتماعي ولا رضى منهم أو تراضي”.
حوّل آل سعود “يوم التأسيس” إلى جزء من روزنامة الاحتفالات السنوية من أجل تنظيم الذاكرة الجمعية، وهذا قمة الجهل، لأنّه حين يكون الاحتفال بمناسبة لا تمثّل مشتركاً وطنياً تورّث في الحد الأدنى مشاعر متضاربة.
في المحصلة، يعكس اللجوء إلى هذا النوع من الأساطير وتحريفها في جوهره أزمة الهوية – أي هوية الكيان.