أخبار عاجلة

عبد اللهيان: ينبغي ألا نسمح للإبادة الجماعية بأن تصبح روتينا ويجب محاسبة الكيان الإسرائيلي

نبأ – قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن على العالم ألا يسمح أن تصبح الإبادة الجماعية في غزة روتينا طبيعيا، داعيا إلى محاسبة الكيان الإسرائيلي ومؤيديه على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في القطاع.

وفي كلمته أمام اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لفت عبد اللهيان إلى جرائم الكيان الإسرائيلي، وقال: “علينا أن نتقبل أن العالم يواجه عار أزمة أخلاقية وإنسانية في غزة هي نتيجة 80 عاما من الانتهاكات الشاملة لحقوق الفلسطينيين”.

وتابع عبد اللهيان: “خلال الـ 140 يومًا الماضية، استشهد وأصيب في غزة والضفة الغربية أكثر من مائة ألف شخص، والأحياء أيضا معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب التجويع”، مضيفًا: “إن العالم يشهد اليوم دعمًا شاملًا من أميركا وكندا وإنجلترا وبعض الحلفاء للكيان الصهيوني”.

وأضاف عبد اللهيان: “يجب على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة محاسبة الكيان الإسرائيلي ومؤيديه على الجرائم”، لافتًا إلى أن “السجل العالمي لحقوق الإنسان ملطخ بل أسود، لأن عدد الشهيدات يصل إلى الآلاف”.

وأكد عبد اللهيان أن ” إيران عازمة على مواصلة الاحتفاظ بالقيم والثوابت الوطنية والإسلامية واحترام الحقوق والكرامة الإنسانية”، مضيفًا: “مع الأسف، إنّ تحقق أهداف حقوق الإنسان السامية على الصعيد الدولي يواجه اليوم مجموعة من العراقيل الأساسية، ومن أكثرها عجالة هي جرائم القتل الممنهجة”.

وخاطب وزير الخارجية الإيراني الحضور بالقول: “تعالوا اليوم في هذا الاجتماع المهم نؤكد بأننا لا نسمح أن تتحول جريمة الإبادة واقتراف المجازر الشنيعة إلى عملية اعتيادية، وفي السياق ذاته إنني أسترعي انتباهكم إلى تقرير مقرر حقوق الإنسان الخاص بفلسطين المحتلة والذي يكشف عن مدى عمق وحجم الجرائم والنقض السافر للحقوق الإنسانية الذي يتم حالياً في غزة والضفة الغربية”.

وتابع عبد اللهيان: “العالم اليوم يشاهد دعمًا شاملًا من قبل الولايات المتحدة الأميركية وعدد من حلفاء الكيان الصهيوني، الأمر الذي يدلّ على “تواطؤ” حقيقي في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية”، مطالبًا مجلس حقوق الإنسان الدولي بأن “يحمّل الكيان الصهيوني وحلفاءه المسؤولية قبال جرائمه المناوئة للإنسانية”.

وأكد عبد اللهيان “لا شكّ أن بقاء قادة الكيان الصهيوني من دون عقاب طوال العقود الثمانية الماضية شكّل العنصر الرئيس وراء استمرار وتزايد جرائم الاحتلال والقتل على يد هذا الكيان”، مشيرًا إلى أن الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين في غزة تشكّل “وصمة عار في سجل حقوق الإنسان بل حوّلته إلى سجلٍّ أسود”.

ولفت عبد اللهيان إلى أن “إعادة حقوق الإنسان إلى مكانتها على المستوى الدولي مرهونٌ بألا نسمح للكيان الصهيوني، من خلال استمرار هجماته الجوية والبحرية والبرية وفرض المجاعة على غزة، أن يواصل اقتراف جرائم التطهير العرقي بحق الفلسطينيين”.

وأشار عبد اللهيان إلى ازدواجية المعايير لدى بعض أعضاء مجلس حقوق الإنسان وقال: “إنني لا أنسى، عندما انطلقت الأصوات المدوية في هذا المكان على خلفية حادث الوفاة المؤلم لفتاة إيرانية عزيزة (مهسا أميني) والذي أحزن الجميع في إيران، كما شُكلت لجنة لتقصي الحقيقة”، مضيفًا: “لكن اليوم وفي مواجهة المجازر بحق آلاف النساء والأطفال الأبرياء بغزة لا يوجد هناك أي تحرك جاد على مستوى الأمم المتحدة”.

وأضاف عبد اللهيان: “إن ظاهرة الإرهاب والتطرف الشريرة والخطيرة لا تزال تحصد الضحايا، وإن الجمهورية الإسلامية باعتبارها دولة تقف في طليعة الحرب ضد الجماعات الإرهابية وقدمت العديد من الشهداء في هذا المسار تؤكّد دائمًا على الحاجة إلى اتخاذ قرارات جادة من جانب المجتمع الدولي ومن خلال تعاون البلدان والمنظمات الدولية لأجل مكافحة الإرهاب باعتباره تهديدًا حاسمًا وفعالًا”.

وتابع عبد اللهيان : “إنّ القضاء على الإرهاب يعتمد مبدئيًا على وقف استخدام الإرهاب كذريعة من جانب بعض القوى، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية”، معبّرًا عن أسفه على مضيّ بعد الدول الغربية “في إيواء العناصر الإرهابية”، مؤكدًا أن ذلك “مثال آخر على التباين والنفاق في سوء استخدام شعار الدفاع عن حقوق الإنسان”.

وجدد وزير الخارجية الإيراني التزام بلاده الثابت بـ “سياسة التعاون والتفاعل كمحور أساسي في إطار سياستها الخارجية، وخاصة في مجال حقوق الإنسان”، مؤكدًا أن إيران “توظّف قدراتها الوطنية للحفاظ على هذه الحقوق وتعزيزها وفقاً للقيم الدينية والضوابط الدستورية والقانونية” ولن تدخر جهدًا في هذا الاتجاه.