مصر / نبأ – في ظل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تخوف عدد من الإعلاميين المصريين من أي مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين برعاية المملكة، وما دفع البعض إلى الشك بأن تكون هناك مصالحة برعاية سعودية بين النظامين المصري والتركي، خصوصاً بعد زيارة أمير قطر التي سبقت زيارة السيسي.
وناشد الإعلامي والكاتب الصحفي، إبراهيم عيسى، السيسي ألا يتنازل عن “عداوة الإخوان المسلمين”، وذلك في مقاله بجريدة “المقال” التي يرأس تحريرها السبت، وحمل عنوان “الذي لا يمكن أن يتنازل عنه السيسي”.
وقال إبراهيم عيسى: “ليتدخل الملك السعودي بكل ما يملكه من تقدير وامتنان للسعودية عند السيسي، ومن محبة وحرص ودعم لمصر، وليقل أردوغان ما شاء من خزعبلاته، وليتجمل أمير قطر بكل المساحيق التي يوفرها له دفتر شيكاته، ولتخض أجهزة المخابرات في هذه العواصم في الرسائل المتبادلة، ولتتبادل وزارات الخارجية كل ما لديها من حيل في المساومات”.
وتابع: “ليبذل كل طرف أعلى ما في طاقته، لكن السيسي لن يتنازل عما لا يجب أن يتنازل عنه أبدا”.
وشدد على أن “عودة العصابة بشكلها التنظيمي المعلن والسري، بوجودها وتغلغلها وتسللها، واختراقها مؤسسات الدولة، خط أحمر.. لا مصر ستتراجع عنه، ولن تقدر.. ولا السيسي يرغب أو يقدر على تجاوز هذا الخط.. لن يسمح به المصريون، ولا السيسي مهما كانت الضغوط، والتوعدات بالتهديدات (وهي موجودة)، ومهما كانت الإغراءات والمساومات والتوسطات (وستكون موجودة)”.
واستطرد عيسى في تحريضه على الإخوان، فقال: “هذه جماعة انتهت في مصر.. لن تعترف مصر بعصابة خائنة لا وطن لها، ولا أخلاق عندها.. لن نعيد الورم السرطاني إلى الجسد المصري مرة أخرى، لن يرتكب السيسي خطيئة السادات، ويربي الوحش في حديقة منزله، لن تسمح مصر بجماعة طابور خامس، وذراع تدخل دولي في الوطن، وجماعة إرهابية، وصانعة للإرهاب، وراعية وداعية له، وحاضنة وحامية له”، على حد تعبيره.
وتابع: “السعودية بالمناسبة في مارس من العام الماضي وضعت الإخوان في قائمة الكيانات الإرهابية.. هل سيتغير الوضع في عهد الملك سلمان؟ ربما لا، ربما نعم. لكن ما نعرفه أن الشعب المصري لن يسمح بعودة هذه الجماعة بأي شكل أو طريقة أو حيلة أو نيلة، وأن السيسي ملتزم التزاما كاملا بإرادة المصريين”.
وأضاف عيسى: “من قال إن هذه هي إرادة المصريين؟ بتتكلم جد.. هذا سؤال استهبالي أم استفهامي؟ في كل الأحوال هذا سيكون سؤال الموالين والمائعين والمخنثين سياسيا وراقصي تنورة الإخوان”، وفق وصفه.
والأمر هكذا، توعد عيسى في ختام مقاله السيسي بقوله :”الإجابة كانت ثورة.. وبالمناسبة: هنا بقى بالذات: الثورة مستمرة”.
من جهته، قال الإعلامي والكاتب الصحفي عبدالله السناوي -في مقاله بعنوان: “الاقتراب من أردوجان: الممكن والمستحيل”، بجريدة الشروق السبت إن “التواجد في توقيت متزامن بالمكان نفسه لا يخلو من إشارة”، في إشارة منه إلى تواجد كل من: السيسي وأردوغان، في الرياض، الأحد.
ووصف السناوي سياسيات العاهل السعودي الملك سلمان بأنها “انقلاب”. فقال: “هناك انقلاب قصر أبيض أزاح كل شيء يرتبط بفترة حكم العاهل السعودي الراحل لعله الانقلاب الأسرع في التاريخ.. من اللحظات الأولى تبدت الإشارات، لا دفء ولا فتور مع مصر، لا رهان كاملا، ولا انفصال تاما”.
وأضاف السناوي: “في لحظة الانقلاب بدت أمام نخبة الحكم الجديدة خطورة التهديدات الإيرانية على حدودها المباشرة مع اليمن، فالحوثيون الموالون لطهران وصلوا إليها، ورغم أن تركيا لا تملك أوراقا مؤثرة في الملف اليمني إلا أن أدوارها الأخرى في المشرق العربي تساعد على إنهاك طهران، فاللاعب التركي رئيسي وفاعل في ملفي سوريا والعراق، وله حدود مباشرة يمر من خلالها مقاتلون وأسلحة”، على حد قوله.
واستطرد: “أجراس الخطر استدعت التفكير في بناء تحالف جديد اعتمادا على قوة السعودية الاقتصادية، وما يمكن أن تقدمه لمصر وتركيا من استثمارات.. نقطة الخلل الجوهرية في هذا التفكير، أنه لا ينظر إلى حسابات الأطراف الأخرى في التحالف المقترح.. قرر وتصرف دون أن يراجع شركاءه، وهذا لا يصح، ولا يستقيم، ولا يستمر”.
ومهددا ومنذرا، مضى السناوي إلى القول: “بعبارة صريحة فإن التحالف المقترح ينطوي على مشروع صدام جديد في الإقليم المنهك بالحروب والحرائق والزلازل والبراكين، بلا مصلحة مصرية واحدة، وإعلان عداء مع إيران بلا مبرر”.
واستمر السناوي متوعدا الخليج: “أمن الخليج مسألة أمن مصري، وبغض النظر عن أية مساعدات اقتصادية، من واجب مصر أن تنهض لمساعدة أشقائها في الخليج، وأن يكون اقترابها من إيران بتفاهمات مسبقة، غير أن ذلك يستدعي المعاملة بالمثل في الشأن التركي، وهذا كلام نهائي لا يصح الخلاف عليه، وإلا فإنها مقدمة أزمة تؤذي الخليج قبل غيره”.
في سياق متصل، كتب الإعلامي والكاتب الصحفي صلاح عيسى مقالا بجريدة “المصري اليوم” السبت تحت عنوان “أضلاع مثلث المستشار طارق البشري”، انتقد فيه بشدة ما سُمي بـ”مبادرة المصالحة بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان برعاية سعودية”، التي أعلنها، يوم الأربعاء الماضي المستشار طارق البشري، النائب الأول الأسبق لرئيس مجلس الدولة، والمفكر الإسلامي، وفق تعبير عيسى.
ووجه عيسى هجاء شديدا إلى جماعة الإخوان المسلمين، ووصفها بأنها “جماعة الذين ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين”، واتهمها بارتكاب “العمليات الإرهابية المتواصلة”، تنفيذا لمشروع “خراب مصر”، الذي تأكد للجميع، أنه مشروع النهضة الحقيقي الذى وضعته الجماعة، ولأن الوكالة التي أجرت معه الحوار، هي وكالة الأنباء التركية الرسمية، التي تنطق باسم “دولة الخلافة الإسلامية العثمانية”، وفق وصفه.
ومضى صلاح عيسى إلى القول: “يصعب علي، كما قد يصعب على غيري، أن نستبعد احتمال أن البشري وضع في اعتباره التطورات الأخيرة في المنطقة، وفي العالم التي سبقت طرحه المفاجئ لمبادرته، وعلى رأسها رحيل ملك السعودية الملك عبد الله، وما يشيعه الإخوان وغيرهم عن أن السعودية قد غيرت موقفها من الأوضاع في مصر، وأن العهد الجديد فيها يفضل أن يكون وسيطا محايدا بدلا من أن يكون طرفا في الصراع، ومساندا لأحد أطرافه”.
واختتم صلاح عيسى مقاله بقوله: “ألم يكن من الأجدى أن تبادر بمطالبة هؤلاء الذين يتوضأون كل يوم خمس مرات بدمائنا، بأن يكفوا عن أذاهم، قبل أن تدعونا للمصالحة معهم بعد أن ولغوا في دمائنا، وفي أرزاقنا؟”.
ويُذكر أن مبادرة البشري تقوم على “حقيقة تقول إن مثلث الصراع في مصر – الذي كان وسيظل قائما – يدور بين ثلاثة أضلاع رئيسية تشكل الدولة، هي القوات المسلحة والإسلاميون والليبراليون، داعيا الدولة التي هي أقوى أضلاع هذا المثلث، إلى أن تنهي الاحتقان السياسي القائم في البلاد، وأن تمد يدها بمبادرة تتسع لمشاركة الجميع، آملا أن ترعى السعودية هذه المبادرة، وأن تسعى لرأب الصدع العربي”.
وأجرت الإعلامية إيمان الحصري في برنامجها “90 دقيقة” على قناة المحور الجمعة، مع مختار نوح، المنشق عن الإخوان، الذى قال -بكل فجاجة “لا يوجد مصالحة مع الإخوان المسلمين، فإذا وجدت مصالحة معهم لأنهم يقومون بأعمال تخريبية، فلتتصالح الدولة مع تجار المخدرات والسلاح والمجرمين لأن لديهم قوة أيضا”.
(المصريون / نبأ)