الكويت / متابعات – تستعد المعارضة الكويتية، مساء اليوم الاثنين، للاعتصام في ساحة الإرادة الشهيرة المواجهة لمجلس الأمة (البرلمان) في العاصمة الكويت، بعد رفض محكمة التمييز بالكويت طلب وقف تنفيذ عقوبة حبس النائب السابق وأمين عام حركة حشد مسلم البراك، في الوقت الذي يتواصل فيه الحراك الشعبي يوميًا.
وأرسل البراك رسالة من محبسه للمحتشدين في ساحة الإرادة الليلة للمطالبة بالإصلاح السياسي: “قد يمنعني السجن من التواجد بينكم اليوم في ساحة الإرادة، لكن ثقوا بالله بأن قلبي وعقلي معكم”.
وكانت الدائرة الجزائية الثانية في محكمة التمييز، برئاسة المستشار سالم الخضير، تلقت طلباً من هيئة الدفاع عن النائب السابق مسلم البراك للإفراج عنه بأي كفالة، إلى حين تحديد جلسة له أمام محكمة التمييز، لنظر موضوع الطعن المقام منه، على خلفية حكم الحبس الصادر بحقه سنتين مع الشغل والنفاذ، بتهم المساس بذات الأمير والعيب على صلاحياته، والطعن في مسند الإمارة. ويتضمن طلب الإفراج أسبابًا صحية واعتبارًا لسن البراك، لتقرر المحكمة إما الإفراج عنه مع تحديد جلسة لنظر القضية، أو رفض الطلب حتى تحديد جلسة للقضية بعد أن تنتهي نيابة “التمييز” من إعداد مذكرتها.
ويستمر الحراك الشعبي بالكويت منذ تسليم البراك نفسه لإدارة تنفيذ الأحكام الأسبوع الماضي، لتنفيذ الحكم الصادر ضده، بينما يجتمع شباب الحراك يوميًا في ساحة الإرادة بعد صلاة العشاء، بعد ندوة الإرادة الجماهيرية، والتي تناولت تدهور الأوضاع السياسية في البلاد إثر مرسوم الصوت الواحد، والتضييق المستمر على المعارضة، كما تداول المغردون في تويتر دعوات مختلفة لحضور التجمعات في المكان نفسه، منها من دعا ليوم الخميس، ومنها من دعا لها اليوم الاثنين.
وتلقي الدعوة للمشاركة في الاعتصام الليلة تفاعلًا من قبل تيارات المعارضة الدينية والعلمانية، التي تطالب بحل مجلس الأمة والحكومة، وإطلاق سراح معتقلي الرأي وتعديل قانون الانتخابات وملاحقة الفاسدين.
وقد أعلن أمس أكثر من 14 شخصية من رموز المعارضة والأغلبية من النواب السابقين نيتهم الاعتصام الليلة، وعلي رأسهم “أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة الكويتي السابق، د. حمد المطر، د.جمعان الحربش، فلاح الصواغ.. وغيرهم كثير”.
وتعود القضية في الأساس إلى كلمة ألقاها البراك خلال تجمع عام للمعارضة في 15 أكتوبر/تشرين الأول عام 2013، وفي مقاطع فيديو تناولتها مواقع على الإنترنت، اتهم البراك الأمير بالإنفراد بالسلطة، وقال له إنه “الوحيد في السلطة.. و لاصوت في البلد إلا صوته”.
كما قال البراك في خطابه الشهير موجهاً كلامه لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح “لن نسمح لك بالحكم الفردي” ، وتبعه مؤيدوه قائلين” لن نسمح لك”، وأضاف البراك في كلمته للأمير “لا نخشى سجونك وهراواتك”.
وتشكل قضية تعديل قانون الانتخابات في العام 2012 وحل مجلس الأمة آنذاك، أبرز مطالب المعارضة التي صعدت من احتجاجاتها منذ ذلك الحين، وقلما تعيش البلاد هدوءاً سياسياً بسببها.