جدة: الحكومة تدعو لمقاطعة بسطات الفقراء

بات فقراء جدة بين مطرقة التهجير وسندان المعاناة الاقتصادية، فالتهجير الذي لحق بهم وحرمهم من بيوتهم ومحالهم التي كانت مصدر رزقهم أتبعته أمانة المحافظة بملاحقتهم في نطاق “حي الجامعة” هذه المرة، والتي أسفرت عن تجريف عدد كبير من البسطات المتنوعة بين المشروبات الساخنة والمواد الغذائية، كما جرى مصادرة الأدوات كافة الخاصة بالساعين على قوت عيالهم، عبر حملة ميدانية موجهة، بذريعة الحد من ظاهرة الباعة المتجوّلين.

لم تكتف البلدية بذلك، بل حذّرت المواطنين والمقيمين كافة من التعامل معهم، ودعت لمقاطعتهم والإبلاغ عنهم بصيغة تُحَوّل المواطن إلى مخبر ضد الفقراء الذين يفضحون إهمال النظام.

تقوم الدولة في كل بقاع العالم بتنظيم عمل العربات والبسطات بتأمين أسواق حديثة من دون مقابل أو بعقد رمزي، إلّا في السعودية، إذ أنّ وزارة الشؤون البلدية أطلقت منصة إلكترونية في شباط/فبراير 2024 لملاحقة الفقراء من الباعة.

لو كانت الوزارة تضع أهمية المواطن الفقير في سلم أولوياتها لوضعت له منصة تهتم بتطوير وتحديث مصدر رزقه، بدل ملاحقته والاعتداء عليه وجعله بلا عيش كريم.