تغيير المناهج السعودية خدمةً لتطبيعٍ آت

صدِّق أو لا تُصَدِّق، فقد أجرت الحكومة السعودية تعديلات تدريجية على المناهج التعليمية في مدارسها ومراكزها الثقافية، تزامُناً مع التغييرات الإقليمية التي طرأت في المنطقة وسياق التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي الآخذ مساره، في صفقة تسعى إليها الولايات المتّحدة صيف عام 2024.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، غيّرَت السُلطات منهج التاريخ وأزالت دور اليهود الأساسي في “غزوة الأحزاب”، واستُبدل دورهم مِن تحريض كفّار قريش على غزو المدينة إلى كونهم حُلفاء تمّ تفريقهم. كما أنّ خيبر لم تعُد قاعدة خطيرة لليهود، فقَد حُذف الحديث وحُذفت الغزوة، ومُحيَت جملة “طبيعة اليهود الغدر”. وكذلك أُزيل ما يتّهم الاحتلال بإضرام النار في المسجد الأقصى خلال عام 1969، وفق “معهد البحوث والسياسات الدولي”.

كانت عمليات تغيير المناهج في المملكة تتم بأوامر مُباشِرة من الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال، وترافقت مع عمليات رصد وتقييم مستمر منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001، بحسب ما أوردَت “تايمز أوف إسرائيل”.

وسُجّلت لعرّاب التطبيع في الشرق الأوسط جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، مساهمته في تغيير المناهج السعودية، بعد أنْ وصفها بـ “السُموم”.

ومع توالي الكشف عن ما تمَّ حذفه من المناهج التعليمية، يتبيّن أنّ هدف ولي العهد محمد بن سلمان ليس مُحاربة التطرُف، بل استبدال العداء للاحتلال الإسرائيلي بالتعايُش والسلام معه خدمة للتطبيع الآتي.