تمضي الكويت في انقلاب أميرها مشعل الصباح على نظام الحكم والدستور والحياة السياسية.
فبعد إعلان مشعل عن تعليق العمل بمواد الدستور وحل “مجلس الأمة”، بدأت السلطات ملاحقة كل من يحاول التعبير عن رأيه رفضاً أو تعليقاً على قرار الأمير، إذ أعلنت “النيابة العامة” عن سجن وحجز وضبط وإحضار مواطنين بتهمة انتقادهم قرار الصباح في منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما يحدث في الكويت اليوم ظهرت مؤشراته مذ تسلم مشعل مقاليد الحكم في كانون أول/ديسمبر 2023، حينما اختار المقرَّب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرياض وجهته الأولى عقب توليه الحكم، وأكد أنّ الكويت تسير على نهج وخطى ابن سلمان الانفتاحية.
فهل كان يقصد هذا الانقلاب على النظام الداخلي الكويتي حصراً؟ أم أنّ المشروع السعودي – الإماراتي – الأميركي يقتضي الزج بالكويت في معسكرها الديكتاتوري ومشروعها التطبيعي مع كيان الاحتلال؟
لطالما أبدت الرياض وأبوظبي انزعاجهما من التجربة السياسية الكويتية المتفردة بين جيرانها في منطقة الخليج، ولطالما حاول آل سعود الضغط في اتجاه نزع الوجه الديمقراطي من خلال حل “مجلس الأمة” وتحويل كل الصلاحيات إلى الحاكم مباشرة، ليأتي المستجيب لتلك الرغبة ويمهد منذ اليوم الأول لنهج باركته الرياض والإمارات وكذلك الولايات المتحدة الأميركية التي برزت اتصالات مسؤوليها بالأمير الجديد غير مكتفية على ما يبدو بالمباركة له، بل وَمُمْلِيةً عليه سياساتها في المنطقة.
فأيُّ دور مطلوب من الكويت اليوم؟ وهل ستلحق بركب المطبِّعين؟