نبأ – من منطلق الحرص على أمن المنطقة واستقرارها، يبرر ولي العهد محمد بن سلمان مؤازرة الكيان الإسرائيلي في عدوانه على غزة، ومواجهة جبهة الإسناد في اليمن.
وفي كلمة ألقاها خلال أعمال الدورة الـ 33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، دعا ولي العهد السعودي إلى وقف العمليات العسكرية اليمنية التي تستهدف سفن الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر. وقال: “ندعو إلى ضرورة التوقف عن أي نشاط يؤثر على أمن وسلامة الملاحة البحرية”، كما أكد التزام المملكة بالحفاظ على “أمن منطقة البحر الأحمر”، لافتًا إلى أن “حرية الملاحة فيه تعد مطلباً دولياً يتعلق بمصالح العالم أجمع”.
في السياق نفسه، قدم ابن سلمان نفسه كحريص على ازدهار ورخاء الدول العربية متغافلًا عن جرائم الاحتلال التي تعطل دلك في المنطقة، وقال: “نحن على ثقة بأن ما تشهده المنطقة العربية من تحديات سياسية وأمنية لن يحول دون استمرار جهودنا المشتركة لمواجهة هذه التحديات والمضي قدماً لمواصلة مسيرة التطور والتنمية المستدامة بما يعود بالرخاء والازدهار لدولنا العربية ويحقق آمالها وتطلعاتها”.
إلى ذلك، أشار ولي العهد إلى أن السعودية أولت “اهتماماً بالغاً بالقضايا العربية وتطوير العمل العربي المشترك خلال رئاستها للدورة الثانية والثلاثين”، كما “حرصت على بلورة مواقف مشتركة تجاه القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث استضافت المملكة القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”. وأردف قائلًا: “صدر عنها قرار جماعي تضمن إدانة هذا العدوان ورفض تبريره تحت أي ذريعة وتشكلت إثر ذلك في تلك القمة لجنة عربية إسلامية مشتركة من وزراء الخارجية لبدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء لوقف الحرب على غزة”.
زف محمد بن سلمان مساندة السعودية لغزة خلال العدوان الإسرائيلي، بالإشارة إلى الدعوة لوقف إطلاق النار، كما لو أن ذلك كافيًا لنصرة شعب يتعرض للإبادة، وفي الوقت الذي يمكن للرياض أن تستخدم أوراق الضغط التي تملكها ضد الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، لا سيما سلاح النفط أو موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر، أو حتى الاكتفاء بالمناورة السياسية لتحصيل مكاسب لصالح غزة.
وخلال الكلمة التي عقدت بحضور ملوك وقادة ورؤساء وفود الدول الأعضاء في الجامعة العربية، تحدث ولي العهد عن المساعدات التي قدمت لفلسطين والتي تجاوزت 700 مليون ريال سعودي، مع العلم أن الاحتلال يمنع وصول المساعدات إلى القطاع المحاصر، أو يستهدف التجمعات وقوافل الإغاثة لاستكمال مشروع التجويع.
ختامًا لم يفت محمد بن سلمان الإشارة إلى حل الدولتين، وهو المشروع المراد أن يتحقق مقابل التطبيع السعودي مع الاحتلال، وقال: “في هذا الصدد نؤكد ضرورة مواصلة العمل المشترك لمواجهة العدوان الغاشم على الأشقاء في فلسطين، وقيام المجتمع الدولي بمسؤليته تجاه الوقف الفوري لعدوان قوات الاحتلال وإيصال المساعدات الإنسانية، وضرورة العمل لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية مبني على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية”.