مع بداية العهد الجديد للملك الجديد، وحزمة التغييرات التي طالت مفاصل وقواعد العهد القديم، كثرت التكهنات عن تغيرات استراتيجية ستغير من خارطة صنع القرار في المملكة.
وهذا ماحاولت ماكينات الإعلام السعودي إضفاءه على العهد الجديد، بمحاولة تنميط صورة الملك وحكمته التي دائماً ما يوصف بها،
حيث كان صانع الحلول العائلية وملاذ الجميع عند الخصومة، لم يمض الكثير من الوقت ليتضح للجميع فشل المقولات الدعائية،
فالمتغيرات على أرض الواقع تفوق في سرعتها، المعالجات السعودية في فرض واقع جديد أو ترميم أخطاء الماضي،
فمازالت المملكة وبحساب الربح والخسارة، تتجه نحو المزيد من فقدان رصيد النفوذ في المنطقة وكذلك هامش المناورة، وهو ينعكس إرباكاً أكثر وأكثر في التأزم السعودي المزمن،
فعلى وقع التقدم السريع وغير المتوقع في الساحة العراقية، تتم حياكة اتفاق نووي بين إيران والدول العظمى، يفوق في مفاعيله السياسية أثر القنابل النووية على رقعة الموازين في المنطقة،
وفي الجنوب السعودي وعلى تخوم اليمن الثائر، وتحت تأثير المناورات العسكرية تخوض الدبلوماسية السعودية حوارا غير مباشر مع جماعة أنصار الله المصنفة على قوائم الإرهاب السعودية،
وفي الوقت الذي تندفع فيه المملكة نحو خيارات تكوين تحالف مع دول معينة بنفس طائفي وبقوة المال البترولي، يشكك كثيرون في مدى نجاح المملكة في أخذ دور المايسترو في هذا التحالف الذي يشعر أصحابه أنفسهم بأنه تحالف الضرورة السعودية الراهنة.