نبأ – لم تترك السلطات قرارا من شأنه أن يفاقم من معاناة الحجاج إلا واتخذته.
إرهاق وإجهاد كابداه الحجاج الذين لم يجدوا وسيلة لنقلهم من مكة إلى عرفات، فاضطر أكثرهم وهم في أعمار متقدمة إلى سلوك طرق وعرة مشيا على الأقدام لمسافات وصلت لعشرات الكيلومترات متكبدين عناء الحرارة المرتفعة وما نجم عنها من إجهاد حراري وصل حد الوفاة.
معاناة جاءت نتيجة قرار الحكومة منع دخول المركبات إلى المشاعر المقدسة إلا بتصريح رسمي وسط حراسة أمنية مشددة، مع عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 6 أشهر، وغرامة مالية تصل إلى 50,000 ريال عن كل مخالف يتم نقله، إضافة إلى مصادرة وسيلة النقل بحكم قضائي وترحيل الناقل إن كان أجنبيا.
وهو قرار يأتي في سياق مجموعة قرارات رسمية فاقمت من معاناة الحجاج أبرزها منع منح التراخيص لعدد كبير من الحجاج.
وقد وثقت مشاهد اضطرار بعض الحجاج سلوك أودية وجبال لدرجة العثور على متوفين بينهم، في مشهد مأساوي يعكس إهمالا وتقصيرا متعمدين.
كما نقل بعض الحجاج صعوبة الوصول إلى أقرب مستشفى نتيجة غياب وسيلة نقل تقلّه في ظل غياب الطواقم الطبية على الأرض.
هو موسم معاناة الحجاج من سوء إدارة بات عاما بعد عام يتضح أنه سياسة متعمدة من قبل نظام يفترض أنه يدرك جيدا مكامن الخلل وكيفية علاجها لكنه بدلا من ذلك يتخذ إجراءات من شأنها تعميق وتكريس تحديات ومشاكل موسم الحج حتى تحولت إلى كارثة إنسانية سنوية.