توفّي أكثر من 1406 حاج خلال تأديتهم فريضة الحج في مكة المكرمة، في حدث لم يكن عادياً، خاصة وأنّ السعودية أعلنت عن جهوزيتها الكاملة لاستقبال ضيوف الرحمن، ما وضع علامات استفهام عدة حول كيفية إدارتها لهذا الموسم الديني الذي يُعدُّ من أهم وأكبر الشعائر الإسلامية.
أعرب الحجاج عن مدى الجهد الذي تكبّدوه في ظل ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة، ولفتوا الانتباه إلى أنّ المسافات التي قطعوها مشياً على الأقدام في هذا الجو الحار ساهمت في تردّي أوضاعهم الصحية.
بانَ تقاعس النظام عن إدارة سليمة لهذا الموسم في قلة بالمرافق التي تقي الحجاج من حرارة الشمس، وفي أعداد المسعفين التي لم تكن كافية لتلبية حاجات ما يقارب مليوني حاج، فضلاً عن شح في الإجراءات الوقائية التي تساهم في التخفيف من حرارة الشمس.
تجدر الإشارة إلى أنّ وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة استعرض الخدمات والتجهيزات، إضافة إلى البيانات التي كانت في حوزتهم، إلّا أنّ ما حدث من كارثة بحق الآلاف دحض ادعاءاته.
تستفيد السعودية مالياً بشكل كبير من هذا الحدث الذي يُقام مرة واحدة في السنة، إلّا أنّه، في المقابل، لا تستثمر المكاسب المالية لإجراء التحسينات المطلوبة والمناسبة بحق ضيوف الرحمن، ويبرِّر النظام فشله بإلقاء اللوم على الحجاج أنفسهم مدّعياً أنّهم لم يلتزموا بالضوابط المفروضة ولا بالإجراءات التي أعلن عنها.