السعودية / وكالات – قال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى إن تواصل المملكة العربية السعودية مع حزب “التجمع اليمني للإصلاح”، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ما هو الإ محاولة لدحر تدهور الأوضاع فى اليمين وانعكاساتها على أمن الخليج.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ”الأناضول”، أن تواصل السعوية مع “إخوان اليمن”، لا يؤثر على العلاقات الطيبة والجيدة بين “القاهرة والرياض”، مفسرًا هذا التواصل بأنه “محاولة لحفظ أمن الخليج بعد تدهور الأوضاع في اليمن”.
وذكر المصدر أن “السعودية تتعامل مع إخوان اليمن بمبدأ مختلف عن تعاملها مع الإخوان في العالم، وذلك بعد سيطرة الحوثيين على البلاد”.
ونوه إلى أن المملكة العربية السعودية تصنف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، منذ مارس/آذار من العام الماضي، ولم يتغير موقفها حتى الآن.
وكانت مصادر سياسية مطلعة، قالت لوكالة الأناضول، الأسبوع الماضي، إن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يبذل جهود وساطة بين الرياض وحزب “التجمع اليمني”، بناءً على طلب السعودية، التي تخشى من تدهور الأوضاع في اليمن (الجارة الجنوبية للسعودية)، والتي يمكن أن تلقي بظلالها على أمن الخليج.
فيما نفى بيان صادر عن مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل، قيام الأخير بأي دور وساطة بين السعودية وحزب “التجمع اليمني”.
وأكد البيان الصادر عن مكتب مشعل، وصل وكالة “الأناضول” نسخة منه، أن “المعلومات التي تم تداولها في بعض وسائل الإعلام، حول قيام رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بوساطة بين المملكة العربية السعودية وحزب التجمع اليمني للإصلاح، لا أساس لها من الصحة على اﻹطلاق، ولا أصل لها”.
وخلال ندوة نظمها مركز الدارسات السياسية والتنموية في غزة (غير حكومي)، الأسبوع الماضي، قال محمود الزهار، القيادي البارز في “حماس”، إن “السعودية تقود الخليج ودولة عظمى في المنطقة، وتسعى، بسبب التغيرات السياسية وسيطرة الحوثيين (يتبعون المذهب الزيدي الشيعي) على اليمن، إلى علاقة جيدة مع حركة حماس”، وهو ما ام تعلق عليه المملكة رسميا.
وتعتبر عواصم غربية وعربية، ولاسيما خليجية في مقدمتها الرياض، سيطرة الحوثيين بقوة السلاح على عدة مدن، على رأسها العاصمة صنعاء، انقلابا” على الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي غادر صنعاء، إلى عدن في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، حيث يمارس سلطاته من المدينة الجنوبية، بدعم دولي وخليجي.
والعلاقات بين الرياض و”حماس” ليست في أفضل حالاتها، على خلفية ما يقول إعلاميون مصريون إنه موقف رافض من “حماس”، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، للإطاحة بالرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، المنتمي للجماعة، عام 2013، وهو موقف يغضب الرياض، الحليف الوثيق للقاهرة منذ رحيل مرسي.
كما يقول مراقبون إن ثمة قلقًا سعوديًا من أي تقارب بين “حماس” وإيران، اللتين يجمعهما عدو مشترك، وهو إسرائيل. وتحدث الزهار، في هذه الندوة، عن زيارة مرتقبة للرياض سيقوم بها مشعل، مضيفا أن “الحركة معنية بعلاقات جيدة ومستقرة مع السعودية”.
وإن حدثت، فستكون زيارة مشعل هي الأولى من نوعها إلى السعودية منذ يونيو/ حزيران 2012.