“واشنطن بوست”: ما أثر الأموال السعودية على تطور الإسلام السياسي في باكستان؟

تاريخ باكستان الطويل في خوض حروب المملكة العربية السعودية

باكستان / نبأ – ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أنّ وسائل الإعلام السعودية الرسمية إدّعت أن باكستان “أعلنت استعدادها للمشاركة” في مكافحة أنصار الله. ولفتت الصحيفة أنّ لدى باكستان أقلية شيعية كبيرة، ولديها أيضًا جيش يصارع تمرد المتطرفين في المناطق الحدودية الوعرة مع أفغانستان.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، يوم الخميس، عن أن وفدًا من المسؤولين الباكستانيين الكبار من المحتمل أن يسافر إلى الرياض لتنسيق المساعدة، ليس من الواضح بعد ما إذا كان ذلك يعني أن إسلام آباد مستعدة فعلًا لضخ مواردها الاستراتيجية في معركة اليمن.

وجاء في بيان يوم الخميس: “قال رئيس الوزراء إن باكستان تتمتع بعلاقات وثيقة وأخوية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، وتعلق أهمية كبيرة على أمنهم“. وأضاف: “خلص الاجتماع إلى أن أي تهديد للسلامة الإقليمية للمملكة العربية السعودية من شأنه أن يثير رد فعل قوي من باكستان“.

ووفقا لـ"واشنطن بوست"، يعود هذا جزئيًا إلى السياسة الشخصية لشريف. حيث أعطت المملكة العربية السعودية رئيس الوزراء الباكستاني ملاذًا في عام 2000، بعد الإطاحة به في وقت سابق بانقلاب عسكري.

وفي العام الماضي، أدت زيارة نادرة من قبل وزير الدفاع السعودي آنذاك، والملك الحالي سلمان، إلى باكستان، إلى انضمام حكومة شريف لدعوة السعودية لرحيل الرئيس السوري، بشار الأسد.

وأوضحت الصحيفة أنّ علاقات إسلام آباد والرياض أعمق من ذلك بكثير. وكلا الدولتين، بطريقتهما الخاصة، دول أيديولوجية عميقة، وقد خلقتا شراكات حيوية على مر السنين، واعتبر رئيس المخابرات السعودي السابق العلاقة مع باكستان بأنها “على الأرجح، واحدة من أفضل العلاقات بين أي دولتين في العالم“.

وذكرت الصحيفة أنّ أشهر هذه الشراكات هي تمرير السعوديين المساعدات والأموال عبر باكستان لبناء قوة المجاهدين الأفغان، الذين كانوا يقاتلون الاحتلال السوفيتي في الثمانينيات، وهو ما خلق في نهاية المطاف "طالبان"، وأدى لظهور تنظيم القاعدة.

ويشير النقاد الباكستانيون، بحسب "واشنطن بوست" في كثير من الأحيان إلى الأثر الضار للأموال السعودية على تطور الإسلام السياسي في باكستان، وازدهار مئات المدارس الدينية في جميع أنحاء هذه الدولة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ العنف الطائفي حصد الآلاف من الأرواح الباكستانية في السنوات الأخيرة. ولكن باكستان تركت بصمة مهمة على السعوديين أيضًا.

وتابعات الصحيفة: وفي الستينيات، ساعد الجيش الباكستاني ذو الخبرة في تدريب جيوش عدد من الدول العربية الوليدة. وقاد الرئيس الباكستاني السابق، ضياء الحق، ذات مرة وحدة من القوات في الأردن مكلفة بمكافحة المقاتلين الفلسطينيين.

ويوضح تقرير معهد بروكينغز لعام 2008 العلاقة العسكرية وثيقة مع السعوديين، مما يدل على أن هناك سابقة للعمل الباكستاني في اليمن.

ويقول التقرير: “قدمت باكستان المساعدات والخبرات العسكرية للمملكة على مدى عقود. وبدأت بمساعدة سلاح الجو الملكي السعودي في بناء وتجريب طائراته المقاتلة الأولى في الستينيات. وطار طيارو سلاح الجو الباكستاني لصد توغل في جنوب اليمن إلى الحدود الجنوبية للمملكة في عام 1969.

وفي السبعينيات والثمانينيات، كان هناك ما يصل إلى 15000 جندي باكستاني متمركزين في المملكة، وكان بعضهم متواجدين في قوة قتالية بالقرب من الحدود الأردنية – الإسرائيلية – السعودية”. وساعد المهندسون الباكستانيون أيضًا في بناء التحصينات على طول الحدود الجنوبية السعودية. وحدث ذلك في جزء منه للمساعدة في مكافحة أنصار الله، وفقًا للدبلومات. وحتى حرب الخليج الأولى، كان هناك الآلاف من الجنود الباكستانيين في المملكة العربية السعودية.

وقد حسن الجيش السعودي بشكل ملحوظ قدراته منذ تلك الأيام. وأصبحت المملكة في الآونة الأخيرة أكبر مستورد للأسلحة في العالم. ولكن القوى العاملة الباكستانية لا تزال مفيدة بالنسبة لدول الخليج النفطية الغنية، حيث يسير الرعايا الأجانب في كثير من الأحيان شؤون مجموعة كبيرة من مؤسسات الدولة.

ولفتت الصحيفة إلى أن النظام الملكي السني الذي يحكم البحرين استخدم الآلاف من الباكستانيين في أجهزته الأمنية، وقام هؤلاء بإعطاء الأوامر، خلال الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في البلاد ذات الأغلبية الشيعية عام 2011، إلى المتظاهرين باللغتين الإنجليزية والأردية.

طائرات حربية من المملكة العربية السعودية وحلفائها العرب ضربت ثوار يمنيين بعد الاطاحة بالرئيس اليمني يوم الخميس. (رويترز)