نبأ – هَوَتْ مؤسّسات إعلامية غربية في الولايات المتحدة وأوروبا، مهنياً وأخلاقياً، أمام جمهورها، ومن المُستبعَد أنْ تستطيع تحسين صورتها لسنوات طويلة مُقبِلة، لا سيّما وأنّها ترتكِّز في نشرِ الخبر على مصادر مجهولة أو ربّما غير موجودة، إلّا أنّها تَنْسُب المنقول إلى “مصدر أمني”، “شاهد عيان”، “مصدر مُطّلع”، وغير ذلك.
حتّى أنّ هذه المؤسسات أصبحَت في مرمى نيران انتقادات الشعوب الغربية التي صُدِمَت بالحقائق بعد سقوط ورقة التوت عن الأداء المُنحاز، منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، عندما كانت للمعلومات المضلِّلة المنشورة جذور في سرديات غير موَثَّقة أو مُتناقضة أو خاطئة، تداعيات إنسانية على الأرض.
يُعَدُّ حدَث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية، في طهران، خير مثال على انعدام مهنية الإعلام الغربي وأخلاقياته. فتقارير صحيفة “نيويورك تايمز” التي نُشرَت يوم 2 آب/أغسطس 2024 والتي زعمَت أنّ “الاغتيال تمّ بواسطة قنبلة مزروعة في غرفته، حيث تمّ اعتقال 20 ضابطاً إيرانياً مُتأمِراً، هيِ من صناعة وفبركة الصحافية الأميركية ذات الأصول الإيرانية فرناز فاسيحي المُعارِضة، والمُطلِقة للإشاعات والأكاذيب، في إطار تقوية الموقفَين الأميركي والإسرائيلي”.
ويوجد الكثير من مِثل هذا النموذج الفاضِح، لكِنْ بفَضْل تقنيات التواصل الاجتماعي في الفضاء الإلكتروني تمكّنَ الملايين حول العالم مِن استقاء المعلومة. لذا، يَظْهَر الجمهور الغربي مؤخراً في أوج تفاعُله، ساعياً إلى الحقيقة مِن خلال نوافذ التغطيات البديلة التي لا تكون مُمكنة غالباً عبر الإعلام الغربي التقليدي الذي حوّل مهنة الإعلام إلى خُرافة.
تُعيده وسائل الإعلام الغربية السُقوط ذاته رغم تورُّطها به في عامَي 2001 و2003، حربَي أفغانستان والعراق، حينما لم تستطِع السيطرة على تدفُّق المعلومات، فلفّقَت الكثير وفقدَت ما هو أكثر أهمية.. المهنية.