تمطِر السماء فيستبشر الناس خيراً، إلّا في السعودية. فمع كل زخّة مطر، تتكشَّف هشاشة البُنية التحتية في البلاد، ما يضع السلطات أمام مُساءَلة بلا إجابات وبلا أي تحرُّكات فاعلة.
ظهرت فضيحة جديدة في جيزان تمثّلت بغرق مستشفى “فهد” المركزي، في 4 آب/أغسطس 2024، فيما لقي مواطن حتفه وأُصيب آخرون إثر انهيار جسرٍ يربط بين أبو عريش وصبيا، يوم السبت في الثالث من الشهر نفسه، بعد سُيول ضربت المنطقة.
وقبل هذه الحادثة بيوم، جرفت سيول مركبة كان يستقلّها مواطن وزوجته على الطريق الرابط بين محافظتَي العارضة وأحد مسارحة في المنطقة نفسها، حيث قضَت الزوجة غرقاً وأُصيبَ الرجل إصابات بليغة.
جدير بالذّكر أنّ “الهيئة العامّة للنقل” وقَّعت، في أيار/مايو 2024، مع “أمانة جيزان”، عقود إنشاء وتشغيل شبكة نقل عام بالحافلات بتكلفة إجمالية بلغت 103 ملايين ريال، إلّا أنّ هذا الإنفاق لم يكُن مُجدياً على الإطلاق.
ورغم مزاعم الإصلاح والتطوير، يُشاهد المواطن الضحيّة يومياً تَمَزُّق الشوارع وقَطْعَ الأواصر بين المحافظات أمام عاصفة صغيرة، فولي العهد محمد بن سلمان غارق في إنفاق تلميع صورته عالميًا، بينما شعبه غارق في الوحل محلياً.