جبال مغطاة بالثلوج، وتزلج الناس، وأماكن فاخرة هي بعض الصور التي تريد السعودية أنْ تطبعها في الأذهان حول منتجع جبلي يُسمّى “تروجينا”، أحد مشاريع “نيوم”. ومع ذلك، فالانتكاسات تتوالى، وآخرها ما صرَّحت به مجموعة “كيلر” الهندسية البريطانية، التي تعمل في المشروع، عن وجود صعوبات في العمل نتيجة “ظروف الأرض في تروجينا”، ما أدّى إلى خسائر مالية لها تستدعي مناقشات لمعالجة العقود.
تأتي الصورة المروجة عن “تروجينا” كونها أحد بنات أفكار ولي العهد محمد بن سلمان حول “نيوم”. ولهذا، فقد رُصِدت له موارد مالية هائلة.
لكن الحقيقة هي أنّ إخراج المشروع من عالم الخيال إلى الواقع يطرح تساؤلات كبيرة حول كيفية تغطية 36 كلم من منحدرات التزلج بالثلوج، ناهيك عن بحيرة مياه اصطناعية، في مملكة تغطي الرمال معظمها، وتعتمد في الأساس على محطات تحلية المياه لتأمين حاجاتها.
ولو سلَّمنا جدلاً بإمكانية تأمين كميات المياه المطلوبة عبر محطات التحلية، فهذا يتناقض تماماً مع دعاية النظام بأنّ “نيوم” ستعمل بأكملها على الطاقة المتجدِّدة، لأن المحطات تعمل بالوقود الأحفوري.
فهل ستكون أفكار بن سلمان حول “نيوم” قابلة للتحقُّق أمام تكلفة رسمية مُعلَنة تبلغ 500 مليار دولار، أي أكثر بنسبة 50 في المئة من الموزانة بأكملها للبلاد لهذا العام؟ أم ستكون ضمن قائمة المشاريع المتعثِّرة في المملكة؟