بدلاً مِن تَحمُّل مسؤوليّاتها لا سيّما بعد سقوط ضحايا جرّاء سيول جرفت المُتحرِّك والجامد في محافظات منطقة جيزان، ألقَت السلطات السعودية اللّوم على المواطنين، بَيْدَ أنّ الأمطار الغزيرة حلَّت لعنةً على بلاد تشهد إهمالاً حكومياً وسوء إدارة في البُنى التحتية منذ عقد من الزمن على أقلّ تقدير.
ولكنْ للمُفارَقة، باشرت فِرَق الدفاع المدني، في 9 آب/أغسطس 2024، بتطبيق مخالفة سمَّتها “المجازفة بعبور الأودية أثناء جريانها” على عدد منَ المواطنين، وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور التي أعلنت، بدورها، عن موافقة مجلس الوزراء على إضافة فقرة إلى جدول المخالفات المرورية تتراوح بين 5000 إلى 10000 ريال، على اعتبار أنّ السُكان لا يمتثلون للتحذيرات وعليهم دفع ثمن مغامراتهم.
وفي انتهاك النظام لحقوق الناس الخارجين للبحث عن لقمةِ عيْشِهم تَجَاهُلٌ تام لشكاويهم المرفوعة على مدار السنين عن انعدام الخِدمات في المناطق المتضرِّرة، والتي لَقِيَ فيها عدد من الأشخاص حتفهم غرقاً في السيول، الأسبوع الماضي، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من المنازل، وَشَلِّ شبكة الجوّال كالحاصل في قرية المجصص في أبو عريش.
وفي السياق نفسه، توقَّعت “الأرصاد” استمرار هطول الأمطار على محافظات المنطقة. فكم ستحصد سيولُها أرواحاً وخسائر بعد في هذا المسلسل من المآسي المُتكرِّرة؟