السعودية/ نبأ- قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن يهدد بتحويل الأوضاع إلى حرب أهلية وصراع اقليمي أوسع، كما أنه دمر أي أمل للاستقرار في اليمن، موضحة أنه قبل أن تبدأ السعودية وحلفائها القصف كانت اليمن في محنة شديدة، كما أن المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أكد أن البلاد على حافة الأنهيار.
وترى الصحيفة أنه بدلا من استخدام السعودية لقوتها ونفوذها، كان عليها بدء المفاوضات الدبلوماسية والتي تقدم أفضل أمل لإيجاد حل دائم، فقد تدخلت بعد سيطرة جماعة أنصار الله على أجزاء كبيرة من البلاد، وتضيف الصحيفة أن امكانية التوصل لاتفاق بين إيران والولايات المتحدة والقوى الكبرى للحد من البرنامج النووي الإيراني، دفع السعودية ودول الخليج لأفعال غير مسؤولة.
وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن السعودية وبعض الدول العربية الأخرى تخشى من إيران وسياستها، خاصة دعمها الرئيس السوري بشار الأسد منذ عام 2011، وحتى مع ذلك، فالدول العربية لديها تاريخها المتقلب والخاص بالتطرف والاضطرابات الإقليمية، ولكن يبدو أن السعوديين بالغوا في رد فعلهم تجاه اليمن، وفقا لتصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين.
وتلفت الصحيفة إلى أن اليمن منذ عقود يشكل تهديدا متناميا وأكثر تعقيدا، ولعدة سنوات تمركز تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الأراضي اليمنية، وقد كان التنظيم الأكثر نشاطا وفتكا، موضحة أن أنصار الله من سكان اليمن الأصليين ولن يهزموا عسكريا أو على الأقل لن يدمروا بلادهم، مضيفة أن السعودية لا تستبعد شن هجوم بري على الرغم من عدم خبرتها في هذه المعارك.
وتختتم الصحيفة بقولها: سيكون خطأ كارثيا للمملكة والدول العربية الأخرى أن يسمحوا بالحرب الأهلية في اليمن، فسيكون حافزا لحرب طائفية أكبر في المنطقة، كما يتعين على الرئيس الأمريكي باراك أوباما الضغط على القيادة السعودية، باعتبار أن الولايات المتحدة واحدة من حلفاء السعودية الأكثر ثقة، يجب على أوباما استخدام نفوذه لتشجيع جميع الأطراف على العمل من أجل الوصول إلى حل سياسي، على حد سواء لمنع نشوب صراع على نطاق أوسع، وإعطاء فرصة للاستقرار في اليمن.