تناولت صحيفة “واشنطن بوست” قضية رسام الكاريكاتور السعودي عبد العزيز المزيني، الذي حكمت عليه السلطات في شهر حزيران/يونيو 2024 بالسجن لمدة 13 سنة، يعقبها منع من السفر للمدة ذاتها.
لم يكن المزيني الذي يحمل الجنسية الأميركية يدري أنّ مسلسله الكرتوني الناقد “مسامير” سيتسبَّب بدخوله السجن ويخضعه لمحاكمة سرية، بل حتى ويطالب المدعي العام بحكم ضده يصل إلى 50 عاماً من السجن، وذلك على خلفية تغريدات على منصة “أكس” نشرها منذ أكثر من عقد من الزمن.
ورغم أنّه أطل عبر حسابه على “أكس” ليقول إنّ “الخلاف طبيعي ويحصل بين الأب وابنه”، إلّا أنّ هذا لم يشفع له لدى النظام، حيث اختفى نشاطه من وقتها، ما طرح علامات استفهام حول الضغوط التي تعرض لها.
يحاول ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يتولّى الأمور في البلاد، جاهداً طرح رؤيته من خلال المشاريع الاقتصادية، ولكنّ ذلك يأتي على وقع موجة من قمع حرية التعبير، حيث يقبع الكثير من الناشطين والنخب وراء القضبان.
ويبدو أنّه مُصِرٌّ على سحق حقوق الإنسان، تماماً مثل أسلافه، ما يعكس الصورة الحقيقية لسجل البلاد القمعي ضد المواطنين.
وما هي إجراءات السماح للنساء بقيادة السيارة، وافتتاح دور السينما، والترفيه إلّا محاولات تعمية وتشتيت أمام ديكتاتورية اكتست البلاد ولكنّها جاءت بِحلَّة جديدة هذه المرة.