فضحت الأمطار الهاطلة بغزارة على مختلف مناطق المملكة هشاشة البنية التحتية، لتفضح معها مشاريع التطوير والعمران التي هدرت عليها أموال طائلة وذهبت أدراج الرياح العاتية.
فبعد عسير وجيزان، اجتاحت الفيضانات والسيول الجارفة المدينة المنورة ليكون المشهد كالتالي: مواطنون غارقون، محال تجارية متضرِّرة جزئياً أو كلياً، وبُنْيَة تحتية مدمَّرة.
عَلِق المواطنون في مركباتهم وبينهم طلاب مدارس ومعلمين تأخَّروا عن مدارسهم، وموظفون اضطرّوا للوصول إلى أعمالهم، إنْ وصلوا، بعد أوقات دوامهم.
تكسَّرت واجهات المحال الزجاجية وخزّانات الوقود والسيارات المركونة على جانبَيْ الطريق.
جرى كل ذلك بينما تصرُّ الجهات الرسمية على تجاهل الكارثة وتصمُّ آذانها عن شكاوى المواطنين الذين ناشدوها مراراً لاتخاذ إجراءات تفادياً لتكرارها.
وهذه المشاهد غيض من فيض أضرار مادية هائلة عدا عن الخسائر في الأرواح نتيجة إهمال السلطات وإنفاقها أموالاً في غير محلها، للتبجُّح بمشاريع وهمية تسقط مع أول نسمة تهبّ على المملكة.