“السعودية الآن! شاهد فيضانات خطيرة وسيول كارثية”، “سيولٌ قوية تداهم حياً سكنياً في المدينة المنورة وتغمر السيارات وتجرفها”، وغيرها من العناوين تظهر في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وتعكس كلُّها واقعاً بات يُثير اليأس لدى المواطنين بسبب الإهمال الحكومي المُزمِن وسوء إدارة المسؤولين للبُنية التحتية في البلاد.
لا حدث جديداً اليوم، إنّه حدث قديم يتكرّر، بل ويتمدّد إلى المحافظات، فَجُلُّ ما يمكن للمواطن فعله هو توثيق مقاطع فيديو والنجاة بنفسه وممتلكاته من السيول وأضرارها، علاوةً عن خلاصه من براثن قمع السلطة له لمجرّد أنّه اشتكى منذ سنوات، أشهر، أسابيع، أو أيام، من دون جدوى تُذكَر.
وأظهرت آخِر مشاهد قوّة السيول التي جرفت “حي الشهداء” في المدينة المنورة، حيث داهمت المنازل وقطعت الطرقات وغمرت السيارات، مساء 30 آب/أغسطس 2024
وطوال الشهر نفسه، عانت جيزان ومحافظاتها الأمَرَّين. وهناك، حُصِدَت الأرواح وأُوذيَت الناس حقَّ أذيّة.
وفي ظل التقصير الحاصل وعدم قيام الحكومة بواجباتها الخدماتية والوقائية والاستباقية خلال الكوارث الطبيعية، تتداعى الجمعيات الأهلية إلى تولّي المسؤولية وتقديم المساعدة.