يبدو أنّ واشنطن فشلت في تحديد استراتيجيتها في التعامل مع اليمن، حيث انخرطت لأكثر من 9 أشهر في حملة عسكرية مفتوحة ضد صنعاء لإرغام الأخيرة على وقف هجماتها على سفن الشحن التي تعبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، وفق مقال في موقع “رسبونسبل ستايت كرافت” (Responsible Statecraft).
ولكنّ محاولاتها بائت بالفشل، فعمليات صنعاء لم تتوقّف بل أصبحت تستهدف أي سفينة مرتبطة بالكيان. ففي 10 كانون ثاني/يناير 2024، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن أنّ قواتها البحرية والصاروخية وسلاح الجو المُسيَّر استهدفت سفينة أميركية كانت تقدِّم الدعم للاحتلال الإسرائيلي، وأشارت إلى أنّ العملية جاءت كرد أولي على الاعتداء الذي تعرَّضت له قواتها البحرية من قِبَل القوات الأميركية.
وفي 11 من الشهر نفسه، قالت القيادة المركزية الأميركية إنّها نفَّذت ضربات مشتركة لتقليص عمليات قوات صنعاء، لكنّ عمليات الأخيرة تواصلت واستمرت رغم الاعتداءات المتكرِّرة من قِبَل أميركا وبريطانيا.
كسرت صنعاء قواعد واستراتيجيات عديدة في البحر الأحمر والمضيق باب المندب، فلا اعتداءات واشنطن على المحافظات اليمنية ولا حاملات الطائرات التي أحضرتها إلى المياه الإقليمية استطاعت ثَنْي القوات المسلحة اليمنية عملياتها في إسناد غزة، ما يطرح تساؤلات حول الخيارات المتاحة أمامها لاسترجاع هيبتها المسلوبة يمنيّاً.