لا تزال إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تصرّ على أنّ صفقة التطبيع السعودي – الإسرائيلي ممكنٌ تحقيقُها قبل انتهاء ولاية بايدن.
أعطا وزير الخارجية أنتوني بلينكن آخر جرعات الأمل، يوم الخميس 5 أيلول/سبتمبر 2024 في مؤتمر صحافي في هاييتي، ولو أنّه ربط ذلك بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذ قال إنّ “وقف الحرب والاتفاق على صفقة تبادل للأسرى قد يبقي النوافذ مفتوحة للمضي قدماً في مسار التطبيع”.
سبق هذا التصريح استئناف مبيعات الأسلحة إلى الرياض مع ما تحمله الخطوة من دلالات تقف كلها عند صفقة تطبيع العلاقات، ما يؤشّر إلى ضغط تمارسه واشنطن في اتجاه إتمام الصفقة، وهو الأمر الذي يشكّل إنجازاً كبيراً لبايدن قبل رحيله عن منصبه.
ولئن كان شرط السعودية بمعاهدة دفاعية مشتركة كجزء من الاتفاق الكبير قيد التحقق، فإنّ شرطها وقف الحرب وإقامة دولة فلسطينية لم تُحدِّد لا حدودها ولا معاييرها، مُكتفِية فقط بطرح الفكرة منعاً للإحراج، لا يزال بعيد المنال نظراً إلى الواقع وتطوّراته، بعيداً عن التصريحات التي لا تمت إلى حقيقة الأمر بصلة.
فهل سيتمكّن بايدن من تسجيل إنجاز له قبل أفوله عن الحياة السياسية، أم أنّ ولي العهد محمد بن سلمان ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يأملان بوصول دونالد ترامب لإكمال صفقة القرن؟
في انتظار ذلك، سيكون المشهد مفتوحاً على سيناريوات غير متوقَّعة في حال وصول كامالا هاريس!