على مسرح “سنترال هول وستمنستر” في قلب العاصمة البريطانية لندن، اختار النظام مكان حفلة ما يُسمّيها “روائع الأوركسترا السعودية” في 28 أيلول/سبتمبر 2024، وفق ما روّج وزير الثقافة بدر آل سعود.
ومثلما يوحي اسم الحفل، يحاول ولي العهد محمد بن سلمان جاهداً إحداث تغيير فيما يتعلق ّبرؤية السعودية على الساحة العالمية، وهذه المرة عبر الموسيقى، ليُظهر أنّ هذه الحفلة التي جرت مثلها في باريس، والمكسيك، وكذلك في الولايات المتحدة، تعكس هوية وثقافة بلد لطالما افتقر لوجود الفرق الموسيقية.
وحده المال، الشيء الذي يبرع النظام في إنفاقه، ليحاول أنْ يبدّل بالحقائق لا سيما في الغرب حيث يسعى جاهداً إلى تلميع صورة انتهاكاته. كيف لا، وهو لطالما عاش أزمة هوية، بل وعقدة نقص ثقافية وتاريخية، جعله يتكّئ على إرث محيطه ونسبه إليه، من الموسيقى، إلى القهوة، وصولاً إلى اللوز القطيفي والكليجة وحدث ولا حرج.
وهو الذي يستضيف الشخصيات الأجنبية يمنةً ويسرى، ويمنحهم الجنسية ثم يعيد بواسطتهم إنتاج التراث، لا سيما الفني منه، وتقديمه كفن سعودي.
فما هكذا تُصنع الهوية، مهما حاول بن سلمان أنْ يروج لـ”مملكته الجديدة”.