السعودية / نبأ – هل تقْدِم السعودية على التدخل البري في اليمن؟
سؤالٌ طرح منذ إعلان العدوان. السؤال يعيد بالذاكرة تجربة تدخل الرئيس المصري جمال عبد الناصر في ستينيات القرن الماضي التي دعم فيها الانقلاب الجمهوري بقيادة الجيش للإطاحة بالنظام الملكي في البلاد. الحرب التي استمرت ثمان سنوات كلفت القوات المصرية خسائر بشرية قُدّرت بآلاف القتلى، وتكلفة اقتصادية قُدّرت بنحو نصف مليون دولار يوميا. الخبراء العكسريون يؤكدون أن إعادة السعودية لسيناريو اليمن سيكلفها الكثير ولعدة أسباب ومنها:
الطبيعة الجبلية لليمن، والتي تتميّز بالجبال العالية البركانية, وتتخللها الأودية التي تشكل لا سيما إذا صاحبتها ندرة في الخرائط الطبوغرافية، عائقًا أمام أي قوة برية نظامية.
ويبدو أن السعودية تستعد لهذا السيناريو من خلال التدريب المشترك مع قوات العمليات الخاصة الباكستانية، والتي لها خبرة طويلة في هذا المجال،
وهناك أيضاً الطبيعة العقائدية. ولعل عبارة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل، التي تقول: “لا تحارب الجبال والإسلام معًا”؛ تُلخص ما يمكن أن يضيفه البعد العقائدي للحرب في اليمن.
القيادي السابق في الجماعة، علي البخيتي، يؤكد أن أنصار الله ,تتعاطى مع السياسة من منطلق عقائدي، وهو أمر يظهر بوضوح من الخطابات التي يظهر بها قائد الحركة السيد عبد الملك الحوثي.
الطبيعة القبلية في اليمن تمثّل أيضاً مشكلة أمام السعودية، حيث تشير بعض الدراسات اليمنية، إلى أن القبائل تشكل حوالي 85 بالمائة من تعداد السكان.
كما أن النظام السياسي أعطى مكانة كبيرة للقبيلة وأضعفت مرتكزات الدولة الحديثة وهذا ما يُعقّد تحديد موقفها من الأطراف المتصارعة في اليمن،وهذا ما ضاعف معاناة مصر في حرب اليمن.
دور القبيلة في اليمن فرض أن تكون تنظيمًا حربيًا، كما أن السلاح في الثقافة اليمنية من لوازم زينة الرجل ومعززات مكانته الاجتماعية.
هذا الإنتشار التسليحي يُفاقم من مخاطر التدخل البري حيث لن يواجه العدوان جيشا نظاميا بل شعبا مسلحا. وبإنتظار تطورات الميدان، التي قد تفرض التدخل البري رغم المخاطر, تؤكد المعطيات أن اليمن لن يكون أقل من فييتنام الخليج بالنسبة لآل سعود.