نبأ – أكد الأمين العام لحزب الله في لبنان، سماحة الشيخ نعيم قاسم، أن لبنان أمام حرب إسرائيلية عدوانية بدأت منذ شهر و10 أيام تقريبا، لافتا إلى أنه لم يعد مهتما كيف بدأت وما هي الذرائع، وأن المهم هو عدوان يقول عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يريد من خلاله أن يغير وجه الشرق الأوسط.
وبدأ الشيخ نعيم قاسم كلمته في ذكرى أربعينية ارتقاء شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، بالقول: “شهيدنا بنى حزباً مُقاوماً على ثوابت الإسلام المحمدي الأصيل، منهجه منهج الولاية كجزء من الإيمان وحياة الاستقامة، بنى حزباً يجمع شرائح المجتمع بأسرها، هو حزب الكبار والصغار والنساء والشيوخ والعجزة، هو حزب الأحرار والمقاومين والشرفاء، هو حزب المثقفين والعاملين وكل شخص يمكن أن يكون جزءاً لا يتجزّأ من هذا الحزب الذي بناه هذا القائد العظيم”.
وأضاف: “حزب الله هو حزب يعمل لبناء الوطن، ويُقاوم في مواجهة العدو الإسرائيلي، حزب له هيكلية منظمة وامتداده في كل الميادين، الثقافية والسياسية والجهادية والاجتماعية والتربوية والاستشفائية وفي كل الميادين”.
وشدد على أن المقاومة في هذا الحزب أساس متين عددا وقوة وتخصصا وإيمانا وشجاعة وتحديا لأعتى الأعداء. كما أرسل الشيخ قاسم التحايا إلى القادة في حزب الله والذين نالوا الشهادة، وقال: “يا قائدنا، أنا أعلم أنّك تأنس بأن نذكر أحبّتك المباشرين الذين كانوا معك، والذين استشهدوا معك وفي هذا الطريق، وعلى رأسهم السيد عباس الموسوي، أميننا العام السابق، وسماحة السيد هاشم صفي الدين القائد الكبير وهو رفيق دربك واليد اليمنى التي كانت إلى جانبك، والحاج عماد مغنية قائد الانتصارين، والسيد مصطفى بدرالدين، والسيد فؤاد شكر، والحاج إبراهيم عقيل، والحاج علي كركي، والحاج حسان اللقيس، والشيخ راغب، والشيخ نبيل، وكل القادة والمجاهدين والشهداء، هؤلاء جميعاً أخوتك وأبناؤك وأحبّتك”.
ورأى الشيخ قاسم أن رئيس الحكومة في كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يرفض تحديد موعد لنهاية الحرب، وهو أمام مشروع يتخطى قطاع غزة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط. وقال:”نتنياهو يهدف من خلال عدوانه على لبنان إلى 3 خطوات وهي: إنهاء وجود حزب الله، احتلال لبنان ولو عن بعد، والخطوة الثالثة هي العمل على خارطة جديدة للشرق الأوسط”.
وشدد الشيخ قاسم على أن نتنياهو لم يعرف أنه يواجه مقاومة لديها عوامل قوة أساسية بينها العقيدة الصلبة ومقاومون استشهاديون لا يهابون الموت، مضيفا: “من العوامل الأساسية لدى المقاومة الاستعدادات والإمكانات من أسلحة وقدرات وتدريب، ولدينا عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين للمواجهة عند الحدود ولدينا أيضا الإمكانات اللازمة لفترة طويلة”.
وأكد الشيخ قاسم أن الميدان وحده هو من يوقف العدوان عبر الحدود بالإضافة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مضيفا أن “إسرائيل” ستصرخ من الصواريخ والطائرات ولا يوجد مكان في الكيان ممنوع عليها، والأيام آتية. كما صرح الأمين العام لحزب الله أن المقاومة ستجعل العدو يسعى بنفسه لوقف العدوان الإسرائيلي، لافتا إلى أنها تبني على الميدان وليس على الحراك السياسي.
وبشأن نتائج الانتخابات الأميركية، قال الشيخ قاسم: “حزب الله لا يبني على الانتخابات الأميركية وهي لا قيمة لها بالنسبة إلينا، تعويل المقاومة هو على الميدان، والاحتلال خاسر في هذا المجال، وسنمنعه من تحقيق أهدافه”.
وأوضح: “قوّة المقاومة هي باستمرارها على الرغم من الفوراق العسكرية”، متابعا: “خيارنا الحصري هو منع الاحتلال من تحقيق أهداف عدوانه، وليس في قاموسنا إلا استمرار المقاومة، والتحمل والصبر والبقاء في الميدان حتى النصر ولا يمكن أن نُهزم”.
وأكد الشيخ قاسم بأنه لا يمكن أن يفوز نتنياهو وهو سينهزم، مبينا أنه عندما يُقرر العدو وقف العدوان فإن ذلك يتم عبر التفاوض غير المباشر، ورئيس البرلمان اللبناني، الأستاذ نبيه بري يحمل راية المقاومة السياسية.
وعن أساس التفاوض شدد الشيخ قاسم على أنّ أساس أيّ تفاوض مبني على أمرين هما وقف العدوان وأن يكون سقف التفاوض هو حماية السيادة اللبنانية بشكل كامل.